تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٧٣
أشرارهم وقريبي العهد بالكفر، قال الشيخ الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله / الخثعمي ثم السهيلي ذكر النقاش في قوله تعالى: (فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم)، أنهم كانوا من لخم، وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر، وأن السامري كان أصله منهم، ولذلك نزع إلى عبادة العجل. انتهى، والله أعلم، وهذا هو معنى ما تقدم من كلام * ع *، وقوله: (إن هؤلاء متبر ما هم فيه)، أي: مهلك، مدمر، رديء العاقبة، والتبار: الهلاك، وإناء متبر، أي: مكسور، وكسارته تبر، ومنه: تبر الذهب، لأنه كسارة، وقوله: (ما هم فيه) يعم جميع أحوالهم و (باطل): معناه: فاسد ذاهب مضحمل، و (أبغيكم) معناه: أطلب.
ثم عدد عليهم سبحانه في هذه الآية النعم التي يجب من أجلها ألا يكفروا به، ولا يرغبوا في عبادة غيره، فقال: (وإذ أنجيناكم من آل فرعون...) الآية، و (يسومونكم) معناه: يحملونكم، ويكلفونكم، ومساومة البيع تنظر إلى هذا، فإن كل واحد من المتساومين يكلف صاحبه إرادته، ثم فسر سوء العذاب بقوله: (يقتلون أبناءكم...) الآية.
وقوله سبحانه: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر...) الآية: قال ابن عباس وغيره: الثلاثون ليلة هي شهر ذي القعدة، وأن العشر هي عشر ذي الحجة، وروي أن الثلاثين إنما وعد بأن يصومها، وأن مدة المناجاة هي العشر، وحيث ورد أن المواعدة أربعون ليلة، فذلك إخبار بجملة الأمر، وهو في هذه الآية إخبار بتفصيله، والمعنى في قوله: (وكلمة ربه): أنه خلق له إدراكا سمع به الكلام القائم بالذات القديم
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة