تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٣
إبراهيم عليه السلام ونصبه: إما ب‍ " أرسلنا " المتقدم في الأنبياء، وأما بفعل محذوف، تقديره: واذكر لوطا و (الفاحشة): إتيان الذكور في الأدبار، وروي أنه لم تكن هذه المعصية في أمة قبلهم، وحكم هذه الفاحشة، عند مالك وغيره: الرجم، أحصن أم لم يحصن، وحرق أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلا عمل عمل قوم لوط، وقرأ نافع وغيره: " أنكم "، على الخبر، كأنه فسر الفاحشة، والإسراف: الزيادة الفاسدة، ولم تكن مراجعة قومه باحتجاج منهم، ولا بمدافعة عقلية، وإنما كانت بكفر وخذلان، و (يتطهرون): معناه: يتنزهون عن حالنا وعادتنا.
قال قتادة: عابوهم بغير عيب، وذموهم بغير ذم واستثنى الله سبحانه امرأة لوط عليه السلام من الناجين، وأخبر أنها هلكت، والغابر: هو الباقي، هذا هو المشهور في اللغة، وقد يجيء الغابر بمعنى الماضي، وكذلك حكى أهل اللغة " غبر " بمعنى بقي، وبمعنى " مضى "، وقوله: (وأمطرنا عليهم مطرا...) الآية، أي: بحجارة، وروي أن الله تعالى بعث جبريل، فاقتلعها بجناحه، وهي ست مدن.
/ وقيل خمس، وقيل: أربع، فرفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا صراخ الديكة، ونباح الكلاب، ثم عكسها، ورد أعلاها أسفلها، وأرسلها إلى الأرض، وتبعتهم الحجارة مع هذا، فأهلكت من كان منهم، من كان في سفر، أو خارجا من البقع المرفوعة، وقالت امرأة لوط، حين سمعت الوجبة: وا قوماه، والتفتت، فأصابتها صخرة فقتلتها.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة