تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٤
وقوله سبحانه: (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها...) الآية: قيل في (مدين) إنه اسم بلد وقطر، وقيل: اسم قبيلة، وقيل: هم من ولد مدين بن إبراهيم الخليل، وهذا بعيد، وروي أن لوطا هو جد شعيب لأمه.
وقال مكي: كان زوج بنت لوط، و (أخاهم): منصوب ب‍ " أرسلنا " في أول القصص، و " البينة ": إشارة إلى معجزته، (ولا تبخسوا) معناه ولا تظلموا، ومنه قولهم:
تحسبها حمقاء، وهي باخس، أي: ظالمة خادعة، وقال في " سورة هود ": البخس:
النقص.
* ت *: ويحتمل والله أعلم أن البخس هو ما اعتاده الناس من ذم السلع، ليتوصلوا بذلك إلى رخصها، فتأمله، والله أعلم بما أراد سبحانه.
قال أبو حيان: ولا تبخسوا: متعد إلى مفعولين، تقول: بخست زيدا حقه، أي:
نقصته إياه. انتهى.
و (أشياءهم): يريد أمتعتهم وأموالهم، (ولا تفسدوا): لفظ عام في دقيق الفساد وجليله، وكذلك الإصلاح عام، (ذلكم خير لكم)، أي: عند الله (إن كنتم مؤمنين)،
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة