تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٦
ومنه قوله تعالى: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) [الأنعام: 28].
والوجه الثاني: أن تكون بمعنى " صار "، وعاملة عملها، ولا تتضمن أن الحال قد كانت متقدمة، ومنه قول الشاعر: [البسيط].
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا ومنه قول الآخر:
وعاد رأسي كالثغامة...
ومنه قوله تعالى: (حتى عاد كالعرجون القديم) [يس: 39]، على أن هذه محتملة بقوله في الآية: (أو لتعودون)، وشعيب عليه السلام لم يك قط كافرا، فيقتضي أنها بمعنى " صار "، وأما في جهة المؤمنين به بعد كفرهم، فيترتب المعنى الآخر، ويخرج عنه شعيب، وقوله: (أو لو كنا كارهين) توقيف منه لهم على شنعة المعصية، وطلب أن يقروا بألسنتهم بإكراه المؤمنين على الإخراج ظلما وغشما.
قال * ص *: (قد افترينا): هو بمعنى المستقبل، لأنه سد مسد جواب الشرط، وهو: (إن عدنا) أو هو جوابه، على قول. انتهى.
وقوله: (إلا أن يشاء الله ربنا) يحتمل أن يريد إلا أن يسبق علينا في ذلك من الله سابق سوء، وينفذ منه قضاء لا يرد.
قال * ع *: والمؤمنون هم المجوزون لذلك، وأما شعيب، فقد عصمته النبوة، وهذا أظهر مما يحتمل القول، ويحتمل أن يريد استثناء ما يمكن أن يتعبد الله به المؤمنين مما يفعله الكفار من القربات.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة