تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٨ - الصفحة ٣٢
إن شجرت الزقوم * طعام الا ثيم * كالمهل يغلى فى البطون * كغلى الحميم * خذوه فاعتلوه إلى سوآء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هاذا ما كنتم به تمترون * إن المتقين فى مقام أمين * فى جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين * كذلك وزوجناهم بحور عين * يدعون فيها بكل فاكهة ءامنين * لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الا ولى ووقاهم عذاب الجحيم * فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم * فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون) *)) ) * الدخان: معروف، وقال أبو عبيدة: والدخان: الجدب. قال القتبي: سمي دخانا ليبس الأرض منه، حتى يرتفع منها كالدخان، وقياس جمعه في القلة: أدخنة، وفي الكثرة: دخنان، نحو: غراب وأغربة وغربان. وشذوا في جمعه على فواعل فقالوا: دواخن، كأنه جمع داخنة تقديرا، كما شذوا في عثان قالوا: عواثن. رها البحر، يرهو رهوا: سكن. يقال جاءت الخيل رهوا: أي ساكنة. قال الشاعر:
* والخيل تمزع رهوا في أعنتها * كالطير ينجو من الشرنوب ذي البرد * ويقال: افعل ذلك رهوا: أي ساكنا على هينتك. وقال ابن الأعرابي: رها في السير. قال القطامي في نعت الركاب:
* يمشين رهوا فلا الإعجاز خاذلة * ولا الصدور على الإعجاز تتكل * وقال الليث: عيش راه: وارع خافض. وقال غيره: الرهو والرهوة: المكان المرتفع والمنخفض يجتمع فيه الماء، وهو من الأضداد؛ والجمع: رها. والرهو: المرأة الواسعة الهن، حكاه النضر بن شميل. والرهو: ضرب من الطير، يقال هو الكركي. وقال أبو عبيدة: رها الرجل يرهو رهوا: فتح بين رجليه. المهل: دردي الزيت وعكره. عتله: ساقه يعنف ودفع وإهانة. والمعتل: الجافي الغليظ.
* (حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين * رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * رب * السماوات والارض * وما بينهما إن كنتم موقنين * لا إلاه إلا هو يحى ويميت ربكم ورب ءابائكم الاولين * بل هم فى شك يلعبون * فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين * يغشى الناس هاذا عذاب أليم * ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون * أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين * ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون *
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»