ذكره ابن خالويه. والضمير في: * (فيها) *، عائد على الجنة. * (ما تشتهى * الانفس وتلذ الاعين) *: هذا حصر لأنواع النعم، لأنها إما مشتهاة في القلوب، أو مستلذة في العيون. وقرأ أبو جعفر، وشيبة، ونافع، وابن عباس، وحفص: ما تشتهيه بالضمير العائد على ما، والجمهور وباقي السبعة: بحذف الهاء. وفي مصحف عبد الله: ما تشتهيه الأنفس وتلذه الأعين، بالهاء فيهما. و * (تلك الجنة) *: مبتدأ وخبر. و * (التى أورثتموها) *: صفة، أو * (الجنة) * صفة، و * (التى أورثتموها) *، و * (بما كنتم تعملون) * الخبر، وما قبله صفتان. فإذا كان بما الخبر تعلق بمحذوف، وعلى القولين الأولين يتعلق بأورثتموها، وشبهت في بقائها على أهلها بالميراث الباقي على الورثة. ولما ذكر ما يتضمن الأكل والشرب، ذكر الفاكهة. * (منها تأكلون) *: من للتبعيض، أي لا تأكلون إلا بعضها، وما يخلف المأكول باق في الشجر، كما جاء في الحديث.
* (إن المجرمين فى عذاب جهنم خالدون * لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون * وما ظلمناهم ولاكن كانوا هم الظالمين * ونادوا يامالك * مالك * ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون * لقد جئناكم بالحق ولاكن * أكثرهم * للحق كارهون * أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون * أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون * قل إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين * سبحان رب * السماوات والارض * رب العرش عما يصفون * فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون * وهو الذى فى السماء إلاه وفى الارض إلاه وهو الحكيم العليم * وتبارك الذى له ملك * السماوات والارض * وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون * ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون * ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون * وقيله يارب * رب إن * هؤلاء قوم لا يؤمنون * فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون) *.
لما ذكر تعالى حال أهل الجنة، وما يقال لهم من لذائذ البشارة، أعقب ذلك بذكر حال الكفرة، وما يجاوبون به عند سؤالهم. وقرأ عبد الله: وهم فيها، أي في جهنم؛ والجمهور: وهم فيه أي في العذاب. وعن الضحاك: يجعل المجرم في تابوت من نار، ثم يردم عليه، فيبقى فيه خالدا لا يرى ولا يرى. * (لا يفتر عنهم) *: أي لا يخفف ولا ينقص، من قولهم: فترت عنه الحمى، إذا سكنت قليلا ونقص حرها. والمبلس: الساكت اليائس من الخير. * (وما ظلمناهم) *: أي ما وضعنا العذاب فيمن لا يستحقه. * (ولاكن كانوا هم الظالمين) *: أي الواضعين الكفر موضع الإيمان، فظلموا بذلك أنفسهم. وقرأ الجمهور: والظالمين، على أن هم فصل. وقرأ عبد الله، وأبو زيد النحويان: الظالمون بالرفع، على أنهم خبرهم، وهم مبتدأ. وذكر أبو عمرو الجرمي: أن لغة تميم جعل ما هو فصل عند غيرهم مبتدأ، ويرفعون ما بعده على الخبر. وقال أبو زيد: سمعتهم يقرأون: * (تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) * يعني: يرفع خير وأعظم. وقال قيس بن دريج:
* نحن إلى ليلى وأنت تركنها * وكنت عليها بالملا أنت أقدر * قال سيبويه: إن رؤبة كان يقول: أظن زيدا هو خير منك، يعني بالرفع. * (ونادوا يامالك * مالك) *: تقدم أنهم مبلسون، أي ساكتون، وهذه أحوال لهم في أزمان متطاولة، فلا تعارض بين سكوتهم وندائهم. وقرأ الجمهور: يا مالك. وقرأ عبد الله، وعلي، وابن وثاب، والأعمش: يا مال، بالترخيم، على لغة من ينتظر الحرف. وقرأ أبو السرار