ويشمل أقوالهم في الرسول وأصحابه، وفي الله تعالى وأنبيائه. والمطاعن في الدين وتخطئة من آمن، وهجاء كعب وتشبيه بنساء المؤمنين.
* (وأن تصبروا) * على ذلك الابتلاء وذلك السماع.
* (وتتقوا فإن ذالك) * أي فإن الصبر والتقوى.
* (من عزم الامور) * قيل: من أشدها وأحسنها. والعزم: إمضاء الأمر المروى المنقح. وقال النقاش: العزم هو الحزم بمعنى واحد، الحاء مبدلة من العين. قال ابن عطية: وهذا خطأ. الحزم جودة النظر في الأمر، ونتيجته الحذر من الخطأ فيه. والعزم قصد الإمضاء، والله تعالى يقول: * (وشاورهم فى الامر فإذا عزمت) * فالمشاورة وما كان في معناها والحزم. والعرب تقول: قد أحزم لو أعزم. وقال الزمخشري: من عزم الأمور من معزومات الأمور. أي: مما يجب عليه العزم من الأمور. أو مما عزم الله أن يكون، يعني: أن ذلك عزمة من عزمات الله لا بد لكم أن تصبروا وتتقوا. وقيل: من عزم الأمور من جدها. وقال مجاهد في قوله: فإذا عزم الأمر، أي فإذا وجد الأمر * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) * هم اليهود أخذ عليهم الميثاق في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم) فكتموه ونبذوه قاله: ابن عباس، وابن جبير، والسدي، وابن جريج. وقال قوم: هم اليهود والنصارى. وقال الجمهور: هي عامة في كل من علمه الله علما، وعلماء هذا الأمة داخلون في هذا الميثاق. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر: بالياء فيهما على الغيبة، إذ قبله الذين أوتوا الكتاب وبعده فنبذوه. وقرأ باقي السبعة: بالتاء للخطاب، وهي كقوله: * (لا تعبدون إلا الله) * قرىء بالتاء والياء، والظاهر عود الضمير إلى الكتاب. وقيل: هو للنبي صلى الله عليه وسلم). وقيل: للميثاق. وقيل: للإيمان بالرسول لقوله:
* (لتؤمنن به ولتنصرنه) * وارتفاع ولا تكتموانه لكونه وقع حالا، أي: غير كاتمين له وليس داخلا في المقسم عليه. قالوا وللحال لا العطف، كقوله: * (فاستقيما ولا تتبعان) * وقوله: ولا يسأل في قراءة من خفف النون ورفع اللام. وقيل: الواو للعطف، وهو من جملة المقسم عليه. ولما كان منفيا بلا لم يؤكد، تقول: والله لا يقوم زيد، فلا تدخله النون. وهذا الوجه عندي أعرب وأفصح، لأن الأول يحتاج إلى إضمار مبتدأ، قبل لا، حتى تكون الجملة اسمية في موضع الحال، إذ المضارع المنفي بلالا تدخل عليه واو الحال. وقرأ عبد الله: ليبينونه بغير نون التوكيد. قال ابن عطية: وقد لا تلزم هذه النون لام التوكيد، قاله: سيبويه انتهى. وهذا ليس معروفا من قول البصريين، بل تعاقب اللام والنون عندهم ضرورة. والكوفيون يجيزون ذلك في سعة الكلام، فيجيزون: والله لأقوم، ووالله أقومن. وقال الشاعر:
* وعيشك يا سلمى لا وقن إنني * لما شئت مستحل ولو أنه القتل * وقال آخر:
* يمينا لأبغض كل امرئ * يزخرف قولا ولا يفعل *