التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٩
أن يكون الحمد لله استئنافا * (ثم يخرجكم طفلا) * أراد الجنس ولذلك أفرد لفظه مع أن الخطاب لجماعة * (ثم لتبلغوا أشدكم) * ذكر الأشد في سورة يوسف عليه السلام واللام تتعلق بفعل محذوف تقديره ثم يبقيكم لتبلغوا وكذلك لتكونوا وأما لتبلغوا أجلا مسمى فمتعلق بمحذوف آخر تقديره فعل ذلك بكم لتبلغوا أجلا مسمى وهو الموت أو يوم القيامة * (ألم تر إلى الذين يجادلون) * يعني كفار قريش وقيل هم أهل الأهواء كالقدرية وغيرهم وهذا مردود بقوله الذين كذبوا بالكتاب إلا إن جعلته منقطعا ما قبله وذلك بعيد " إذا لأغلال في أعناقهم " العامل في إذ يعلمون وجعل الظرف الماضي من الموضع المستقبل لتحقق الأمر * (يسحبون في الحميم) * أي يحرون والحميم الماء الشديد الحرارة * (ثم في النار يسجرون) * هذا من قولك سجرت التنور إذا ملأته بالنار فالمعنى أنهم يدخلون فيها كما يدخل الحطب في التنور ولذلك قال مجاهد في تفسيره توقد بهم النار * (تمرحون) * من المرح وهو الأشر والبطر وقيل الفخر والخيلاء * (فبئس مثوى المتكبرين) * إن قيل قياس النظم أن يقول بئس مدخل الكافرين لأنه تقدم قبله ادخلوا فالجواب أن الدخول المؤقت بالخلود في معنى الثوى " فإمانرينك بعض الذي نعدهم " أصل إما نرينك إن نريك ودخلت ما الزائدة بعد إن الشرطية وجواب الشرط محذوف تقديره إن أريناك بعض الذي نعدهم من العذاب قرت عينك بذلك وإن توفيناك قبل ذلك فإلينا يرجعون فننتقم منهم أشد الانتقام * (منهم من قصصنا عليك) * روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى بعث ثمانية آلاف رسول وفي حديث آخر أربعة آلاف وفي حديث أبي ذر إن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا منهم الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر فذكر الله بعضهم في القرآن فهم الذين قص عليه ولم يذكر سائرهم فهم الذين لم يقصص عليه * (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق) * قال الزمخشري أمر الله القيامة وقال ابن عطية المعنى إذا أراد
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»