* (وجلودهم) * يعني الجلود المعروفة وقيل هو كناية عن الفروج والأول أظهر * (وما كنتم تستترون) * الآيات يحتمل أن تكون من كلام الجلود أو من كلام الله تعالى أو الملائكة وفي معناه وجهان أحدهما لم تقدروا أن تستتروا من سمعكم وأبصاركم وجلودكم لأنها ملازمة لكم فلم يمكنكم احتراس من ذلك فشهدت عليكم والآخر لم تتحفظوا من شهادة سمعكم وأبصاركم وجلودكم لأنكم لم تبالوا بشهادتها ولم تظنوا أنها تشهد عليكم وإنما استترتم لأنكم ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وهذا أرجح لا تساق ما بعده معه ولما جاء في الحديث الصحيح عن ابن مسعود أنه قال اجتمع ثلاثة نفر قرشيان وثقفى قليل فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم فتحدثوا بحديث فقال أحدهم أترى الله يسمع ما قلنا فقال الآخر إنه يسمع إذا جهرنا ولا يسمع إذا أخفينا فقال الآخر إن كان يسمع منا شيئا فإنه يسمعه كله فنزلت الآية * (أرداكم) * أي أهلككم من الردي بمعنى الهلاك " وإن يستعتبوا فماهم من المعتبين " هو من العتب بمعنى الرضا أي إن طلبوا العتبى ليس فيهم من يعطاها * (وقيضنا لهم قرناء) * أي يسرنا لهم قرناء سوء من الشياطين وغواة الإنس * (فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم) * ما بين أيديهم ما تقدم من أعمالهم وما خلفهم ما هم عازمون عليه أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا وما خلفهم من أمر الآخرة والتكذيب بها * (وحق عليهم القول) * أي سبق عليهم القضاء بعذابهم * (في أمم) * أي في جملة أمم وقيل في بمعنى مع * (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن) * روي أن قائل هذه المقالة أبو جهل بن هشام لعنه الله * (والغوا فيه) * المعنى لا تسمعوا إليه وتشاغلوا عند قراءته برفع الأصوات وإنشاد الشعر وشبه ذلك حتى لا يسمعه أحد وقيل معناه قعوا فيه وعيبوه " أرنا اللذين أضلانا " يقولون هذا إذا دخلوا جهنم فقولهم مستقبل ذكر بلفظ الماضي لتحققه ومعنى اللذين أضلانا كل من أغوانا
(١٣)