التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٦
أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا وينادي أهل النار أن أفيضوا علينا من الماء * (يوم تولون مدبرين) * أي منطلقين إلى النار وقيل هاربين من النار * (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) * قيل هو يوسف بن يعقوب وقيل هو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب والبينات التي جاء بها يوسف لم تعين لنا واختلف هل أدركه فرعون موسى أو فرعون آخر قبله لأن كل من ملك مصر يقال له فرعون * (قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا) * كلامهم هذا لا يدل على أنهم مؤمنون برسالة يوسف وإنما مرادهم لم يأت أحد يدعى الرسالة بعد يوسف قاله ابن عطية وقال الزمخشري إنما هو تكذيب لرسالة من بعده مضموم إلى تكذيب رسالته * (الذين يجادلون) * بدل من مسرف مرتاب وإنما جاز إبدال الجمع من المفرد لأنه في معنى الجمع كأنه قال كل مسرف * (كبر مقتا) * فاعل كبر مصدر يجادلون وقال الزمخشري الفاعل ضمير من هو مسرف * (الأسباب) * الأسباب هنا الطرق وقيل الأبواب وكررها للتفخيم وللبيان * (فاطلع) * بالرفع عطف على أبلغ وبالنصب بإضمار أن في جواب لعل لأن الترجي غير واجب فهو كالتمني في انتصاب جوابه ولا نقول إن لعل أشربت معنى ليت كما قال بعض النحاة * (تباب) * أي خسران * (متاع) * أي يتمتع به قليلا فإن قيل لم كرر المؤمن نداء قومه مرارا فالجواب أن ذلك لقصد التنبيه لهم وإظهار الملاطفة والنصيحة فإن قيل لم جاء بالواو في قوله ويا قوم في الثالث دون الثاني فالجواب أن الثاني بيان للأول وتفسير فلم يصح عطفه عليه بخلاف الثالث فإنه كلام آخر فصح عطفه عليه " ما ليس لي به علم " أي ليس لي علم بربوبيته والمراد بنفي العلم نفي المعلوم كأنه قال وأشرك به ما ليس بإله وإذا لم يكن إلهالم يصح علم ربوبيته " لاجرم " إي لابد ولا شك * (ليس له دعوة) * قال ابن عطية ليس له قدر ولا حق
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»