التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٤
درجات عبادة في الجنة وفي الدنيا * (يلقي الروح) * يعني الوحي * (من أمره) * يحتمل أن يريد الأمر الذي هو واحد الأمور أو الأمر بالخبر فعلى الأول تكون من للتبعيض أو لابتداء الغاية وعلى الثاني تكون لابتداء الغاية أو بمعنى الباء * (يوم التلاق) * يعني يوم القيامة وسمى بذلك لأن الخلائق يلتقون فيه وقيل لأنه يلتقي فيه أهل السماوات والأرض وقيل لأنه يلتقي الخلق مع ربهم والفاعل في ينذر ضمير يعود على من يشاء أو على الروح أو على الله * (لمن الملك اليوم) * هذا من كلام الله تعالى تقريرا للخلق يوم القيامة فيجيبونه ويقولون لله الواحد القهار وقيل بل هو الذي يجيب نفسه لأن الخلق يسكتون هيبة له وقيل إن القائل لمن الملك اليوم ملك * (يوم الآزفة) * يعني القيامة ومعناه القريبة * (إذ القلوب لدى الحناجر) * معناه أن القلوب قد صعدت من الصدور لشدة الخوف حتى بلغت الحناجر فيحتمل أن يكون ذلك حقيقة أو مجاز عبربه عن شدة الخوف والحناجر جمع حنجرة وهي الحلق * (كاظمين) * أي محزونين حزنا شديدا كقوله فهو كظيم وقيل معناه يكظمون حزنهم أي يطمعون أن يخفوه والحال تغلبهم وانتصابه على الحال من أصحاب القلوب لأن معناه قلوب الناس أو من المفعول في أنذرهم أو من القلوب وجمعها جمع المذكر لما وصفها بالكظم الذي هو من أفعال العقلاء * (ما للظالمين من حميم) * أي صديق مشفق (ولا شفيع يطاع) يحتمل أن يكون نفي الشفاعة وطاعة الشفيع أو نفي طاعة الشفيع خاصة كقولك ما جاءني رجل صالح فنفيت الصلاح وإن كان قد جاءك رجل غير صالح والأول أحسن لأن الكفار ليس لهم من يشفع فيهم * (يعلم خائنة الأعين) * أي استراق النظر والخائنة مصدر بمعنى الخيانة أو وصف للنظرة وهذا الكلام متصل بما تقدم من ذكر الله واعتراض في أثناء ذلك بوصف القيامة لما استطرد اليه من قوله لينذر يوم التلاق " وسلطان مبين " حجة ظاهرة وهي المعجزات * (قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه) * هذا القتل غير القتل الذي كانوا يقتلون أو لا قبل ميلاد موسى * (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه) * المعنى أنه لا يبالي بدعاء موسى لربه ولا يخاف من ذلك إن قتله ويظهر من قوله ذروني أنه كان في الناس من ينازعه في قتل موسى وذلك يدل على أن فرعون كان قد اضطرب أمره بظهور معجزات
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»