التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٠
10 @ الله إرسال رسول قضي ذلك ويحتمل أن يريد بأمر الله اهلاك المكذبين للرسل لقوله * (وخسر هنالك المبطلون) * هنالك في الموضعين يراد به الوقت والزمان وأصله ظرف مكان ثم وضع موضع الزمان * (الأنعام) * هي الإبل والبقر والضأن والمعز فقوله لتركبوا منها يعني الإبل ومنها تأكلون يعني اللحوم والمنافع منها اللبن والصوف وغير ذلك * (ولتبلغوا عليها حاجة) * يعني قطع المسافة البعيدة وحمل الأثقال على الإبل وتحملون يريد الركوب عليها وإنما كرره بعد قوله لتركبوا منها لأنه أراد الركوب الأول المتعارف في القرى والبلدان وبالحمل عليها الأسفار البعيدة قاله ابن عطية * (ويريكم آياته) * هذا عموم بعد ما قدم من الآيات المخصوصة ولذلك وبخهم بقوله فأي آيات الله تنكرون * (فرحوا بما عندهم من العلم) * الضمير يعود على الأمم المكذبين وفي تفسير علمهم وجوه أحدها أنه ما كانوا يعتدون من أنهم لا يبعثون ولا يحاسبون والثاني أنه علمهم بمنافع الدنيا ووجوه كسبها والثالث أنه علم الفلاسفة الذين يحتقرون علوم الشرائع وقيل الضمير يعود على الرسل أي فرحوا بما أعطاهم الله من العلم بالله وشرائعه أو بما عندهم من العلم بأن الله ينصرهم على من يكذبهم وأما الضمير في وحاق بهم فيعود على الكفار باتفاق ولذلك ترجح أن يكون الضمير في فرحوا يعود عليهم ليتسق الكلام * (سنة الله) * انتصب على المصدرية والله سبحانه أعلم.
سورة حم السجدة * (فصلت) * أي بينت وقيل قطعت إلى سور وآيات * (قرآنا عربيا) * منصوب بفعل مضمر على التخصيص أو حال أو مصدر (لقوم يعلمون) معناه يعلمون الأشياء ويعقلون الدلائل إذا نظروا فيها وذلك هو العلم الذي يوجب التكليف وقيل معناه يعلمون الحق والإيمان فالأول عام وهذا خاص والأول أولى لقوله
(١٠)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»