التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٧
يجب أن يدعي إليه كأنه قال أتدعونني إلى عبادة ما لا خطر له في الدنيا ولا في الآخرة ويحتمل اللفظ أن يكون معناه ليس له دعوة قائمة أي لا يدعي أحد إلى عبادته * (فوقاه الله سيئات ما مكروا) * دليل على أن من فوض أمره إلى الله عز وجل كان الله معه * (النار يعرضون عليها) * النار بدل من سوء العذاب أو مبتدأ أو خبر مبتدأ مضمر وعرضهم عليها من حين موتهم إلى يوم القيامة وذلك مدة البرزخ بدليل قوله ويوم القيامة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب واستدل أهل السنة بذلك على صحة ما ورد من عذاب القبر وروي أن أرواحهم في أجواف طيور سود تروح بهم وتغدو إلى النار * (غدوا وعشيا) * قيل معناه في كل غدوة وعشية من أيام الدنيا وقيل المعنى على تقدير ما بين الغدوة والعشية لأن الآخرة لاغدوة فيها ولا عشية * (لخزنة جهنم) * إن قيل هلا قال الذين في النار لخزنتها فلم صرح باسمها فالجواب أن في ذكر جهنم تهويلا ليس في ذكر الضمير " وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " يحتمل أن يكون من كلام خزنة جهنم فيكون متصلا بقوله فادعوا أو يكون من كلام الله تعالى استئنافا * (إنا لننصر رسلنا) * قيل إن هذا خاص فيمن أظهره الله على الكفار وليس بعام لأن من الأنبياء من قتله قومه كز كريا ويحيى والصحيح أنه عام والجواب عما ذكروه أن زكريا ويحيى لم يكونا من الرسل إنما كانا من الأنبياء الذين ليسوا بمرسلين وإنما ضمن الله نصر الرسل خاصة لانصر الأنبياء كلهم * (ويوم يقوم الأشهاد) * يعني يوم القيامة والأشهاد جمع شاهد أو شهيد ويحتمل أن يكون بمعنى الحضور أو الشهادة على الناس أو الشهادة في سبيل الله والأظهر أنه بمعنى الشهادة على الناس لقوله فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد * (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) * يحتمل أنهم لا يعتذرون أو يعتذرون ولكن لا تنفعهم معذرتهم والأول أرجح لقوله ولا يؤذن لهم فيعتذرون فنفي الاعتذار والانتفاع به * (إن وعد الله حق) * يعني وعده لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالنصر والظهور على أعدائه الكفار * (بالعشي والإبكار) * قيل العشي صلاة العصر والإبكار صلاة الصبح وقيل العشي بعد العصر إلى الغروب والإبكار من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس * (إن الذين يجادلون) * يعني كفار قريش " إن في
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»