وسمى بذلك لأن الخلائق يجتمعون فيه * (أم اتخذوا) * أم منقطعة والأولياء هنا المعبودون من دون الله * (فحكمه إلى الله) * أي ما اختلفتم فيه أنتم والكفار من أمر الدين فحكمه إلى الله بأن يعاقب المبطل ويثيب المحق أو ما اختلفتم فيه من الخصومات فتحاكموا فيه إلى لنبي صلى الله عليه وسلم كقوله فردوه إلى الله والرسول * (من أنفسكم أزواجا) * يعني الإناث * (ومن الأنعام أزواجا) * يحتمل أن يريد الإناث أو الأصناف * (يذرؤكم فيه) * معنى يذرؤكم يخلقكم نسلا بعد نسل وقرنا بعد قرن وقيل يكثركم والضمير المجرور يعود على الجعل الذي يتضمنه قوله جعل لكم وهذا كما تقول كلمت زينا كلاما أكرمته فيه وقيل الضمير للتزويج الذي دل عليه قوله أزواجا وقال الزمخشري تقديره يذرؤكم في هذا التدبير وهو أن جعل الناس والأنعام أزواجا والضمير في يذرؤكم خطاب للناس والأنعام غلب فيه العقلاء على غيرهم فإن قيل لم قال يذرؤكم فيه وهلا قال يذرؤكم به فالجواب أن هذا التدبير جعا كالمنع والمعدن للبث والتكثير قاله الزمخشري " ليس كمثله شيء " تنزيه لله تعالى عن مشابهة المخلوقين قال كثير من الناس الكاف زائدة للتأكيد والمعنى ليس مثله شيء وقال الطبري وغيره ليست بزائدة ولكن وضع مثله موضع هو والمعنى ليس كهو شيء قال الزمخشري وهذا كما تقول مثلك لا يبخل والمراد أنت لا تبخل فنفي البخل عن مثله والمراد نفيه عن ذاته * (مقاليد) * قد ذكر * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * اتفق دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع جميع الأنبياء في أصول الاعتقادات وذلك هو المراد هنا ولذلك فسره بقوله أن أقيموا الدين يعني إقامة الإسلام الذي هو توحيد الله وطاعته والإيمان برسله وكتبه وبالدار الآخرة وأما الأحكام الفروعية فاختلفت فيها الشرائع فليست ترادهنا * (أن أقيموا) * يحتمل أن تكون أن في موضع نصب بدلا من قوله ما وصى أو في موضع خفض بدلا من به أو في موضع رفع على خبر ابتداء مضمر أو تكون مفسرة لا موضع لها من الإعراب * (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) * أي صعب الإسلام على المشركين * (الله يجتبي إليه من يشاء) * الضمير في إليه يعود على الله تعالى وقيل على الدين * (وما تفرقوا) * يعني أهل الأديان المختلفة من اليهود والنصارى وغيرهم * (ولولا كلمة) * يعني القضاء السابق بأن لا يفصل بينهم في الدنيا * (وإن الذين أورثوا الكتاب) * يعني المعاصرين لسيدنا
(١٨)