ذكرنا ذلك في البقرة ولسان حال من الضمير في مصدق وقيل مفعول بمصدق أي صدق ذا لسان عربي وهو محمد صلى الله عليه وسلم واختار هذا ابن عطية * (استقاموا) * ذكر في حم السجدة * (حسنا) * ذكر في العنكبوت * (حملته أمه كرها ووضعته كرها) * أي حملته بمشقة ووضعته بمشقة ويقال كره بفتح الكاف وضمها بمعنى واحد * (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) * أي مدة حمله ورضاعه ثلاثون شهرا وهذا لا يكون إلا بأنه ينقص من أحد أحد الطرفين وذلك إما أن يكون مدة الحمل ستة أشهر ومدة الرضاع حولين كاملين أو تكون مدة الحمل تسعة أشهر ومدة الرضاع حولين غير ثلاثة أشهر ومن هذا أخد علي بن أبي طالب رضي الله عنه والعلماء أن أقل مدة الحمل ستة أشهر وإنما عبر عن مدة الرضاع بالفصال وهو الفطام لأنه منتهى الرضاع " بلغ أشده " ذكر في يوسف * (وبلغ أربعين سنة) * هذا حد كمال العقل والقوة ويقال إن الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقيل إنها عامة * (في أصحاب الجنة) * أي في جملة أصحأب الجنة كما تقول رأيت فلانا في الناس أي مع الناس * (والذي قال لوالديه أف لكما) * قال مروان بن الحكم نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق حين كفره كان أبوه وأمه يدعوانه إلى الإسلام فيأبى ويقول لهما أف وأنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك وقالت والله ما نزل في آل أبي بكر شيء من القرآن إلا براءتي ويبطل ذلك قطعا قوله تعالى * (أولئك الذين حق عليهم القول) * لأن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أسلم وكان من خيار المسلمين وكان له في الجهاد غني عظيم وقال السدى ما رأيت أعبد منه وقال ابن عباس نزلت في ابن لأبي بكر ولم يسمه ويرد ذلك ما ذكرناه عن عائشة وقيل هي على الإطلاق فيمن كان على هذه الصفة من الكفر والعقوق لوالديه ويدل على أنها عامة قوله تعالى أولئك الذين حق عليهم القول بصيغة الجمع ولو أراد واحدا بعينه لقال ذلك حق عليه القول وقد ذكرنا معنى أف في الإسراء " أتعد انني أن أخرج " أي أتعد انني أنا أن أخرج من القبر إلى البعث * (وقد خلت القرون من قبلي) * أي وقد مضت قرون من الناس ولم يبعث منهم أحد * (وهما يستغيثان الله) * الضمير لوالديه أي يستغيثان بالله من كراهتهما لما يقول منهما ثم يقولان له ويلك ثم يأمرانه بالإيمان فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين أي
(٤٣)