التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٤٠
بقولهم وما يهلكنا إلا الدهر فرد الله عليهم بقوله وما لهم بذلك من علم الآية * (قالوا ائتوا بآبائنا) * ذكر في الدخان * (قل الله يحييكم) * الآية رد على المنكرين للحشر والاستدلال على وقوعه بقدرة الله تعالى على الإحياء والإماتة * (وترى كل أمة جاثية) * أي تجثو على الركب وتلك هيئة الخائف الذليل * (كل أمة تدعى إلى كتابها) * أي إلى صحائف أعمالها وقيل الكتاب المنزل عليها والأول أرجح لقوله * (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق) * الآية فإن قبل كيف أضاف الكتاب تارة إليهم وتارة إلى الله تعالى فالجواب أنه أضافه إليهم لأن أعمالهم ثابتة فيه وأضافه إلى الله تعالى لأنه مالكه وأنه هو الذي أمر الملائكة أن يكتبوه * (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) * أي نأمر الملائكة الحافظين بكتب أعمالكم وقيل إن الله يأمر الحفظة أن تنسخ أعمال العباد من اللوح المحفوظ ثم يمسكونه عندهم فتأتي أفعال العباد على ذلك فتكتبها الملائكة فذلك هو الاستنساخ وكان ابن عباس يحتج على ذلك بأن يقول لا يكون الاستنساخ إلا من أصل * (أفلم تكن) * تقديره يقال لهم ذلك * (وحاق) * ذكر مرارا * (اليوم ننساكم) * النسيان هنا بمعنى الترك وأما في قوله نسيتم فيحتمل أن يكون بمعنى الترك أو الذهول * (ولا هم يستعتبون) * من العتبى وهي الرضا.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»