عن ما كراهية لاجتماعها مع التي قبلها وقيل إن شرطية وجوابها محذوف تقديره إن مكناكم فيه طغيتم قال ابن عطية وهذا تنطع في التأويل * (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى) * يعني بلاد عاد وثمود وسبأ وغيرها والمراد إهلاك أهلها * (فلولا نصرهم) * الآية عرض معناه النفي أي لم تنصرهم آلهتهم التي عبدوا من دون الله * (قربانا) * أي تقربوا بهم إلى الله وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله وانتصاب قربانا على الحال ولا يصح أن يكون قربانا مفعولا ثانيا لاتخذوا وآلهة بدل منه لفساد المعنى قاله الزمخشري وقد أجازه ابن عطية * (بل ضلوا عنهم) * أي تلفوا لهم وغابوا عن نصرهم حين احتاجوا إليهم * (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) * أي أملناهم نحوك والنفر دون العشرة وروى أن الجن كانوا سبعة وكانوا كلهم ذكرانا لأن النفر الرجال دون النساء وكانوا من أهل نصيبين وقيل من أهل الجزيرة واختلف هل رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قيل إنه لم يرهم ولم يعلم باستماعهم حتى أعلمه الله بذلك وقيل بل علم بهم واستعدلهم واجتمع معهم وقد ورد في ذلك عن عبد الله ابن مسعود أحاديث مضطربة وسبب استماع الجن أنهم لما طردوا من استراق السمع من السماء برجم النجوم قالوا ما هذا إلا لأمر حدث فطافوا بالأرض ينظرون ما أوجب ذلك حتى سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر في سوق عكاظ فاستمعوا إليه وآمنوا به * (أنزل من بعد موسى) * في هذا دلالة على أنهم كانوا على دين اليهود وقيل كانوا لم يعلموا ببعث عيسى * (مصدقا لما بين يديه) * ذكر في البقرة * (داعي الله) * هو رسول الله صلى الله عليه وسلم * (يغفر لكم من ذنوبكم) * من هنا للتبعيض على الأصح أي يغفر لكم الذنوب التي فعلتم قبل الإسلام وأما التي بعد الإسلام فهي في مشيئة الله وقيل معنى التبعيض أن المظالم لا تغفر وقيل إن من زائدة * (ويجركم من عذاب أليم) * أي من النار واختلف الناس هل للجن ثواب زائد على النجاة من النار أم ليس لهم ثواب إلا النجاة خاصة * (ومن لا يجب داعي الله) * الآية يحتمل أن يكون من كلام الجن أو من كلام الله تعالى ومعنى ليس بمعجز أي لا يفوت " أو لم يروا " الآية احتجاج على بعث الأجساد بخلق السماوات والأرض * (ولم يعي بخلقهن) * يقال عييت بالأمر إذا لم تعرفه فالمعنى أنه تعالى علم كيف خلق السماوات والأرض وأحكم خلقتها فلا شك أنه قادر على إحياء الموتى * (بقادر) * في موضع رفع لأنه خبر أن
(٤٥)