التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٥٤
موضعها * (فعلم ما في قلوبهم) * يعني من صدق الإيمان وصدق العزم على ما بايعوا عليه وقيل من كراهة البيعة على الموت وهذا باطل لأنه ذم للصحابة وقد ذكرنا السكينة * (وأثابهم فتحا قريبا) * يعني فتح خيبر وقيل فتح مكة والأول أشهر أي جعل الله ذلك ثوابا لهم على بيعة الرضوان زيادة على ثواب الآخرة وأما المغانم المذكورة أولا فهي غنائم خيبر وهي المعطوفة على الفتح القريب وأما المغانم الكثيرة التي وعدهم الله وهي المذكورة ثانيا فهي كل ما يغنم المسلمون إلى يوم القيامة والإشارة بقوله فعجل لكم هذه إلى خيبر وقيل إن المغانم التي وعدهم هي خيبر والإشارة بهذه إلى صلح الحديبية * (وكف أيدي الناس عنكم) * أي كف أهل مكة عن قتالكم في الحديبية وقيل كف اليهود وغيرهم عن إضرار نسائكم وأولاذكم بينما خرجتم إلى الحديبية * (ولتكون آية للمؤمنين) * أي تكون هذه الفعلة وهي كف أيدي الناس عنكم آية للمؤمنين يستدلون بها على النصر واللام تتعلق بفعل محذوف تقديره فعل الله ذلك لتكون آية * (وأخرى لم تقدروا عليها) * يعني فتح مكة وقيل فتح بلاد فارس والروم وقيل مغانم هوازن في حنين والمعنى لم تقدروا أنتم عليها وقد أحاط الله بها بقدرته ووهبها لكم وإعراب أخرى عطف على عجل لكم هذه أو مفعول بفعل مضمر تقديره أعطاكم أخرى أو مبتدأ * (ولو قاتلكم الذين كفروا) * يعني أهل مكة * (سنة الله) * أي عادته والإشارة إلى يوم بدر وقيل الإشارة إلى نصر الأنبياء قديما * (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم) * روى في سببها أن جماعة من فتيان قريش خرجوا إلى الحديبية ليصيبوا من عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إاليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في جماعة من المسلمين فهزموهم وأسروا منهم قوما وساقوهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقهم فكف أيدي الكفار هو أن هزموا وأسروا وكف أيدي المؤمنين عن الكفار هو إطلاقهم من الأسر وسلامتهم من القتل وقوله * (من بعد أن أظفركم عليهم) * يعني من بعدما أخذتموهم أسارى * (هم الذين كفروا) * يعني أهل مكة * (وصدوكم عن المسجد الحرام) * يعني أنهم منعوهم عن العمرة بالمسجد الحرام عام الحديبية * (والهدي معكوفا أن يبلغ محله) * الهدى ما يهدي إلى البيت من الأنعام وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ساق حينئذ مائة بدنة وقيل سبعين ليهديها والمعكوف المحبوس ومحله موضع نحره يعني مكة والبيت وإعراب الهدى عطف على الضمير المفعول في صدوكم ومعكوفا حال من الهدى وأن يبلغ مفعول بالعكف فالمعنى صدوكم عن المسجد الحرام وصدوا الهدى عن أن يبلغ محله والعكف المذكور يعني به منع المشركين للهدى عن بلوغ مكة أو حبس المسلمين بالهدى بينما ينظرون في أمورهم * (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم) * الآية تعليل لصرف الله
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»