الأفاك مبالغة من الإفك وهو الكذب والأثيم من الإثم وقيل إنها نزلت في النضر بن الحارث ولفظها على العموم * (يصر) * أي يدوم على حاله من الكفر وإنما عطفه بثم لاستعظام الإصرار على الكفر بعد سماعه آيات الله واستبعاد ذلك في العقل والطبع * (وإذا علم من آياتنا) * أي إذا بلغه منها شيء ولم يرد العلم الحقيقي * (من ورائهم جهنم) * كقوله من ورائه عذاب غليظ وقد ذكر في إبراهيم * (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض) * يعني الشمس والقمر والملائكة وبني آدم والحيوانات والنبات وغير ذلك * (جميعا منه) * أي كل نعمة فمن الله تعالى والمجرور في موضع الحال أو خبر ابتداء مضمر وقرأ ابن عباس منه * (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) * أمر الله المؤمنين أن يتجاوزوا عن الكفار ولا يؤاخذوهم إذا آذوهم وكان ذلك في صدر الإسلام قيل إنها منسوخة بالسيف وقيل ليست بمنسوخة لأن احتمال الأذى مندوب إليه على كل حال وأما القتال على الإسلام فليس من ذلك وروى أن الآية نزلت في عمر بن الخطاب شتمه رجل من الكفار فأراد عمر أن يبطش به وأيام الله هي نعمه فالرجاء على أصله وقيل أيام الله عبارة عن عقابه فالرجاء بمعنى الخوف ويغفروا مجزوم في جواب شرط مقدر دل عليه قل قال الزمخشري حذف معمول القول والمعنى قل لهم اغفروا يغفروا * (ليجزي قوما بما كانوا يكسبون) * فاعل يجزي ضمير يعود على الله وقريء بنون المتكلم وقال ابن عطية إن الآية وعيد فالقوم على هذا هم الذين لا يرجون أيام الله ويكسبون يعني السيئات وقال الزمخشري القوم هم الذين آمنوا وجزاؤهم الثواب بما كانوا يكسبون بكظم الغيظ واحتمال المكروه * (على العالمين) * ذكر في البقرة * (بينات من الأمر) * أي معجزات من أمر الدين * (جعلناك على شريعة من الأمر) * أي ملة ودين " أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين
(٣٨)