قد سطره الأولون في كتبهم وذلك تكذيب بالبعث والشريعة * (ولكل درجات مما عملوا) * أي للمحسنين والمسيئين درجات في الآخرة بسبب أعمالهم فدرجات أهل الجنة إلى علو ودرجات أهل النار إلى سفل وليوفيهم تعليل بفعل محذوف وبه يتعلق تقديره جعل جزاءهم درجات ليوفيهم أعمالهم * (ويوم يعرض) * العامل فيه محذوف تقديره اذكر * (أذهبتم طيباتكم) * تقديره يقال لهم أذهبتم طيباتكم والطيبات هنا الملاذ من المآكل وغيرها وقرئ أذهبتم بهمزة واحدة على الخبر وبهمزتين على التوبيخ والآية في الكفار بدليل قوله يعرض الذين كفروا وهي مع ذلك واعظة لأهل التقوى من المؤمنين ولذلك قال عمر لجابر بن عبد الله وقدرآه اشترى لحما أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية * (عذاب الهون) * أي العذاب الذي يقترن به هوان * (واذكر أخا عاد) * يعني هودا عليه السلام * (بالأحقاف) * جمع حقف وهو الكدس من الرمل واختلف أين كانت فقيل بالشام وقيل بين عمان ومهرة وقيل بين عمان وحضرموت والصحيح أن بلاد عاد كانت باليمن * (وقد خلت النذر) * أي تقدمت من قبله ومن بعده والنذر جمع نذير فإن قيل كيف يتصور تقدمها من بعده فالجواب أن هذه الجملة اعتراض وهي إخبار من الله تعالى أنه قد بعث رسلا متقدمين قبل هود وبعده وقيل معنى من خلفه في زمانه * (قل إنما العلم عند الله) * أي قل إن العذاب الذي قلتم ائتنا به ليس لي علم متى يكون وإنما يعلمه الله وما علي إلا أن أبلغكم ما أرسلت به * (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم) * العارض السحاب الذي يعرض في أفق السماء والضمير في رأوه يعود على ما تعدنا أو على المرئى المبهم الذي فسره قوله عارضا قال الزمخشري وهذا أعرب وأفصح وروي أنهم كانوا قد قحطوا مدة فلما رأوا هذا العارض ظنوا أنه مطر ففرحوا به فقال لهم هود عليه السلام بل هو ما استعجلتم به من العذاب وقوله ريح بدل من ما استعجلتم أو خبر ابتداء مضمر " تدمر كل شيء بأمر ربها " عموم يراد به الخصوص * (ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه) * هذا خطاب لقريش على وجه التهديد أي مكنا عادا فيما لم نمكنكم فيه من القوة والأموال وغير ذلك ثم أهلكناهم لما كفروا وإن هنا نافية بمعنى ما وعدل
(٤٤)