التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٦
وقيل أصحاب فاكهة * (كذلك) * في موضع نصب أي مثل ذلك الإخراج أخرجناهم أو في موضع رفع تقديره الأمر كذلك * (وأورثناها قوما آخرين) * يعني بني إسرائيل حكاه الزمخشري والماوردي وضعفه ابن عطية قال لأنه لم يرو في مشهور التواريخ أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر في ذلك الزمان وقد قال الحسن إنهم رجعوا إليها ويدل على أن المراد بنو إسرائيل قوله في الشعراء وأورثناها بني إسرائيل * (فما بكت عليهم السماء والأرض) * فيه ثلاثة أقوال الأول أنه عبارة عن تحقيرهم وذلك أنه إذا مات رجل خطير قالت العرب في تعظيمه بكت عليه السماء والأرض على وجه المجاز والمبالغة فالمعنى أن هؤلاء ليسوا كذلك لأنهم أحقر من أن يبالي بهم الثاني قيل إذا مات المؤمن بكى عليه من الأرض موضع عبادته ومن السماء موضع صعود عمله فالمعنى أن هؤلاء ليسوا كذلك لأنهم كفار أوليس لهم عمل صالح الثالث أن المعنى ما بكى عليهم أهل السماء ولا أهل الأرض والأول أفصح وهو منزع معروف في كلام العرب " وكانوا منظرين " أي مؤخرين * (من فرعون) * بدل من العذاب * (عاليا) * أي متكبرا * (اخترناهم على علم) * أي كنا عالمين بأنهم مستحقون لذلك * (على العالمين) * أي على أهل زمانهم * (بلاء مبين) * أي اختبار * (إن هؤلاء) * يعني كفار قريش * (فأتوا بآبائنا) * خاطبت قريش بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على وجه التعجيز روى أنهم طلبوا أن يحيي لهم قصي بن كلاب يسألوه عن أحوال الآخرة * (أهم خير أم قوم تبع) * كان تبع ملك من حمير وكان مؤمنا وقومه كفارا فذم الله قومه ولم يذمه وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما أدرى أكان تبع نبيا أو غير نبي ومعنى الآية أقريش أشد وأقوى أم قوم تبع والذين من قبلهم من الكفار وقد أهلكنا قوم تبع وغيرهم لما كفروا فكذلك نهلك هؤلاء فمقصود الكلام تهديد * (والذين من قبلهم) * عطف على قوم تبع وقيل هو مبتدأ فيوقف على ما قبله والأول أصح * (لاعبين) * حال منفية ذكرت في الأنبياء * (يوم لا يغني مولى عن مولى) * المولى هنا يعم الولي والقريب وغير ذلك من الموالي * (إلا من رحم الله) * استثناء منقطع إن أراد بقوله ولا هم ينصرون الكفار ومتصل إن أراد بذلك جميع الناس * (طعام الأثيم) * أي الفاجر وهو من الإثم وقيل يعني أبا جهل فالألف واللام للعهد والأظهر أنها للجنس
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»