والقوم غيرهم هم الأنصار وهذا ضعيف لأن الآية مدنية نزلت والأنصار حاضرون وقيل الخطاب لكل من كان حينئذ بالمدينة والقوم هم أهل اليمن وقيل فارس.
سورة الفتح نزلت هذه السورة حين انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية لما أراد ان يعتمر بمكة فصده المشركون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وهما راجعان إلى المدينة لقد نزلت علي سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * يحتمل هذا الفتح في اللغة أن يكون بمعنى الحكم أي حكمنا لك على أعدائك أو من الفتح بمعنى العطاء كقوله * (ما يفتح الله للناس من رحمة) * أو من فتح البلاد واختلف في المراد بهذا الفتح على أربعه أقوال الأول أنه فتح مكة وعده الله به قبل أن يكون وذكره بلفظ الماضي لتحققه وهو على هذا بمعنى فتح البلاد الثاني أنه ما جرى في الحديبية من بيعة الرضوان ومن الصلح الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش وهو على هذا بمعنى الحكم أو بمعنى العطاء ويدل على صحة هذا القول أنه لما وقع صلح الحديبية شق ذلك على بعض المسلمين بشروط كانت فيه حتى أنزل الله هذة السورة ويتبين أن ذلك الصلح له عاقبة محمودة وهذا هو الأصح لأنه روى أنها لما نزلت قال بعض الناس ما هذا الفتح وقد صدنا المشركون عن البيت فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل هو أعظم الفتوح قد رضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالروح ورغبوا إليكم في الأمان الثالث أنه ما أصاب المسلمون بعد الحديبية من الفتوح كفتح خيبر وغيرها الرابع أنه الهداية إلى الإسلام ودليل هذا القول قوله ليغفر الله لك فجعل الفتح علة للمغفرة ولا حجة في ذلك إذ يتصور في الجهاد وغيره أن يكون علة للمغفرة أيضا أو تكون اللام للصيرورة والعاقبة لا للتعليل فيكون المعنى إنا فتحنا لك فتحا مبينا فكان عاقبة أمرك أن جمع الله لك بين سعادة الدنيا والآخرة بأن غفر لك وأتم نعمته عليك وهداك ونصرك * (هو الذي أنزل السكينة) * أي السكون والطمأنينة يعني سكونهم في صلح الحديبية وتسليهم بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل معناه الرحمة * (الظانين بالله ظن السوء) * معناه أنهم ظنوا أن الله يخذل المؤمنين وقالوا لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وقيل معناه أنهم لا يعرفون الله بصفاته فذلك هو ظن السوء به والأول أظهر بدليل ما بعده " عليهم