من إرسال الرحمة والأول أظهر * (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) * في هذا قولان أحدهما قول علي بن أبي طالب وابن عباس أن الدخان يكون قيل يوم القيامة يصيب المؤمن منه مثل الزكام وينضج رؤوس الكافرين والمنافقين وهو من أشراط الساعة وروى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أول أشراط الساعة الدخان والثاني قول ابن مسعود إن الدخان عبارة عما أصاب قريشا حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجدب فكان الرجل يرى دخانا بينه وبين السماء من شدة الجوع قال ابن مسعود خمس قد مضين الدخان و اللزام والبطشة والقمر والدوم * (هذا عذاب أليم) * يحتمل أن يكون من كلام الله تعالى أو من قول الناس لما أصابهم الدخان وهذا أظهر لأن ما بعده من كلامهم باتفاق فيكون الكلام متناسقا * (أنى لهم الذكرى) * هذا من كلام الله تعالى ومعناه استبعاد تذكير الكفار مع تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم والواو في قوله وقد جاءهم واو الحال * (رسول مبين) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم * (وقالوا معلم) * أي يعلمه بشر * (البطشة الكبرى) * قال ابن عباس هي يوم القيامة وقال ابن مسعود هي يوم بدر " ورسول كريم " يعني موسى عليه السلام * (أن أدوا إلي عباد الله) * أن هنا مفسرة نائب مناب القول وأدوا فعل أمر من الأداء وعباد الله مفعول به وهم بنو إسرائيل والمعنى أرسلوا بني إسرائيل كما قال في طه * (أرسل معنا بني إسرائيل) * وقيل عباد الله منادي والمعنى أدوا إلى الطاعة والإيمان يا عباد الله والأول أظهر " وألا تعلوا " أي لا تتكبروا * (بسلطان) * أي حجة وبرهان * (أن ترجمون) * اختلف هل معناه الرجم بالحجارة أو السب والأول أظهر * (فاعتزلون) * أي اتركون وخلوا سبيلي * (فأسر بعبادي) * هذا أمر من الله لموسى عليه السلام والعباد هنا بنو إسرائيل أي اخرج بهم بالليل * (إنكم متبعون) * إخبار أن فرعون وجنوده يتبعونهم * (واترك البحر رهوا) * أي ساكنا على هيئته وقيل يابسا وروى أن موسى لما جاوز البحر أراد أن يضربه بعصاه فينطبق كما ضربه فانفلق فقال الله له اتركه كما هو ليدخله فرعون وقومه فيغرقوا فيه وقيل معنى رهوا سهلا وقيل منفرجا * (وعيون) * يحتمل أن يريد الخلجان الخارجة من النيل وكانت ثم عيون في ذلك الزمان وقيل يعني الذهب والفضة وهو بعيد " ومقاهم كريم " فيه قولان المنابر والمساكن الحسان * (ونعمة) * من التنعم بالأرزاق وغيرها * (فاكهين) * أي متنعمين وقيل فرحين
(٣٥)