التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٥
سورة الزخرف " واالكتاب المبين " يعني القرآن والمبين يحتمل أن يكون بمعنى البين أو المبين لغيره * (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * أم الكتاب اللوح المحفوظ والمعنى أن القرآن وصف في اللوح بأنه على حكيم وقيل المعنى أن القرآن نسخ بجملته في اللوح المحفوظ ومنه كان جبريل ينقله فوصفه الله بأنه على حكيم لكونه مكتوب في اللوح المحفوظ والأول أظهر وأشهر * (أفنضرب عنكم الذكر صفحا) * الهمزة للإنكار والمعنى أنمسك عنكم الذكر ونضرب من قولك أضربت عن كذا إذا تركته والذكر يراد به القرآن أو التذكير والوعظ وصفحافيه وجهان أحدهما أنه بمعنى الإعراض تقول صفحت عنه إذا أعرضت عنه فكأنه قال أنترك تذكيركم إعراضا عنكم وإعراب صفحا على هذا مصدر من المعنى أو مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال والآخر أن يكون بمعنى العفو والغفران فكأنه يقول أنمسك عنكم الذكر عفوا عنكم وغفرانا لذنوبكم وإعراب صفحا على هذا مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال * (أن كنتم قوما مسرفين) * قرىء بكسر الهمزة على الشرط والجواب في الكلام الذي قبله وقرئ بالفتح على أنه مفعول من أجله * (أشد منهم بطشا) * الضمير لقريش وهم المخاطبون بقوله أن كنتم قوما مسرفين فإن قيل كيف إن كنتم على الشرط بحرف إن التي معناها الشك ومعلوم أنهم كانوا مسرفين فالجواب أن في ذلك إشارة إلى توبيخهم على الإسراف وتجهيلهم في ارتكابه فكأنه شيء لا يقع من عاقل فلذلك وضع حرف التوقع في موضع الواقع * (ومضى مثل الأولين) * أي تقدم في القرآن ذكر حال الأولين وكيفية إهلا كهم لما كفروا * (ولئن سألتهم) * الآية احتجاج على قريش لأنهم كانوا يعترفون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض وكانوا مع اعترافهم بذلك يعبدون غيره ومقتضى جوابهم أن يقولوا خلقهن الله فلما ذكر هذا المعنى جاءت العبارة عن الله بالعزيز العليم لأن اعترافهم بأنه خلق السماوات والأرض يقتضي أن يعترفوا بأنه عزيز عليم وأما قوله الذي جعل لكم فهو من كلام الله لا من كلامهم * (مهادا) * أي فراشا على وجه التشبيه * (سبلا) * أي طرقا تمشون فيها * (ماء بقدر) * أي بمقدار ووزن معلوم وقيل معناه بقضاء * (كذلك تخرجون) * تمثيل للخروج من القبور بخروج النبات من الأرض * (الأزواج كلها) *
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»