التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٣٤
به فهو الذي يشفع فيه ويحتمل على هذا أن يكون من شهد مفعولا بالشفاعة على إسقاط حرف الجر تقديره الشفاعة فيمن شهد بالحق وإن أراد بمن شهد بالحق الشافع فيحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا وأن يكون متصلا إلا فيمن عبد عيسى والملائكة والمعنى على هذا لا يملك المعبودون شفاعة إلا من شهد بالحق * (وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) * القيل مصدر كالقول والضمير يعود على لنبي صلى الله عليه وسلم وقرئ قيله بالنصب والخفض وقرئ في غير السبع بالرفع فأما النصب فقيل هو معطوف على سرهم ونجواهم وقيل هو معطوف على موضع الساعة لأنها مفعول أضيف إلى المصدر وقيل معطوف على مفعول محذوف تقديره يكتبون أقوالهم وقيله وأما الخفض فقيل إنه معطوف على لفظ الساعة ويحتمل أن يكون معطوفا على قوله بالحق وأما على الرفع فقيل إنه مبتدأ وخبره ما بعده وضعف الزمخشري ذلك كله وقال إنه من باب القسم فالنصب والخفض على إضمار حرف القسم كقولك الله لأضربن زيدا والرفع كقولهم أيمن الله ولعمرك وجواب القسم قوله إن هؤلاء قوم لا يؤمنون كله قال أقسم بقيله أن هؤلاء قوم لا يؤمنون * (فاصفح عنهم) * منسوخ بالسيف * (وقل سلام) * تقديره أمري سلام أي مسالمة وقيل سلام عليكم على جهة الموادعة وهو منسوخ على الوجهين * (فسوف تعلمون) * تهديد سورة الدخان * (والكتاب المبين) * ذكر في الزخرف وهو قسم جوابه إنا أنزلناه وقيل إنا كنا منذرين وهو بعيد * (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) * يعني ليلة القدر من رمضان وكيفية انزاله فيها أنه أنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء وقيل معناه أنه ابتدأ إنزاله في ليلة القدر وقيل يعني بالليلة المباركة ليلة النصف من شعبان وذلك باطل لقوله * (إنا أنزلناه في ليلة القدر) * مع قوله * (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) * * (فيها يفرق كل أمر حكيم) * معنى يفرق يفصل ويخلص والأمر الحكيم أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم في ذلك العام نسخ من اللوح المحفوظ في ليلة القدر ليتمثل الملائكة ذلك بطول السنة القابلة وقيل إن هذا يكون ليلة النصف من شعبان وهذا باطل لما قدمنا " أمر امن عندنا " مفعول بفعل مضمر على الاختصاص قاله الزمخشري وقال ابن عطية نصب على المصدر وقيل على الحال * (مرسلين) * إرسال الرسل عليهم السلام وقيل
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»