التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٤
ذكر في الروم * (من نكير) * أي إنكار يعني لا تنكرون اعمالكم * (يهب لمن يشاء إناثا) * قدم الإناث اعتناء بهن وتأنيسا لمن وهبهن له قال واثلة بن الأسقع من يمن المرأة تبكيرها بأنثى قبل الذكر لأن الله بدأ بالإناث وقال بعضهم نزلت هذه الآية في الأنبياء عليهم السلام فشعيب ولوط كان لهما إناث دون ذكور وإبراهيم كان له ذكور دون إناث ومحمد صلى الله عليه وسلم جمع الإناث والذكور ويحي كان عقيما والظاهر أنها على العموم في جميع الناس إذ كل واحد منهم لا يخلو عن قسم من هذه الأقسام الأربعة التي ذكر وفي الآية من أدوات البيان التقسيم * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) * الآية بين الله تعالى فيها كلامه لعبادة وجعله على ثلاثة أوجه أحدها الوحي المذكور أولا وهو الذي يكون بالهام أو منام والآخر أن يسمعه كلامه من وراء حجاب الثالث الوحي بواسطة الملك وهو قوله أو يرسل رسولا يعني ملكا فيوحي بإذنه ما يشاء إلى النبي وهذا خاص بالأنبياء والثاني خاص بموسى وبمحمد صلى الله عليه وسلم إذ كلمه الله ليلة الإسراء وأما الأول فيكون للأنبياء والأولياء كثيرا وقد يكون لسائر الخلق ومنه وأوحي ربك إلى النحل ومنه منامات الناس * (أو يرسل رسولا) * قرىء يرسل ويوحي بالرفع على تقدير أو هو يرسل وبالنصب عطفا على وحيا لأن تقديره أن يوحي عطف على أن المقدرة * (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) * الروح هنا القرآن والمعنى مثل هذا الوحي وهو بإرسال ملك إليك القرآن والأمر هنا يحتمل أن يكون واحد الأمور أو يكون من الأمر بالشيء * (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) * المقصد بهذا شيئان أحدهما تعداد النعمة عليه صلى الله عليه وسلم بأن علمه الله ما لم يكن يعلم والآخر احتجاج على نبوته لكونه أتى بما لم يكن يعلمه ولا تعلمه من أحد فإن قيل أما كونه لم يكن يدري الكتاب فلا إشكال فيه وأما الإيمان ففيه إشكال لأن الأنبياء مؤمنون بالله قبل مبعثهم فالجواب أن الإيمان يحتوي على معارف كثيرة وإنما كمل له معرفتها بعد بعثه وقد كان مؤمنا بالله قبل ذلك فالإيمان هنا يعني به كمال المعرفة وهي التي حصلت له بالنبوة * (ولكن جعلناه نورا) * الضمير للقرآن.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»