بالبخل وقلة المنفعة للناس وفي الماعون أربعة أقوال الأول أنه الزكاة الثاني أنه المال بلغة قريش الثالث أنه الماء الرابع أنه ما يتعاطاه الناس بينهم كالآنية والفأس والدلو والمقص وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الشئ الذي لا يحل منعه فقال الماء والنار والملح وزاد في بعض الطرق الإبرة والخميرة سورة الكوثر * (إنا أعطيناك الكوثر) * هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والكوثر بثاء مبالغة من الكثرة وفي تفسيره سبعة أقوال الأول حوض النبي صلى الله عليه وسلم الثاني أنه الخير الكثير الذي أعطاه الله في الدنيا والآخرة قاله ابن عباس وتبعه سعيد بن جبير فإن قيل إن النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله فالمعنى أنه على العموم الثالث أن الكوثر القرآن الرابع أنه كثرة الأصحاب والأتباع الخامس أنه التوحيد السادس أنه الشفاعة السابع أنه نور وضعه الله في قلبه ولا شك أن الله أعطاه هذه الأشياء كلها ولكن الصحيح أن المراد بالكوثر الحوض لما ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الكوثر هو نهر أعطانيه الله وهو الحوض آنيته عدد نجوم السماء * (فصل لربك وانحر) * فيه خمسة أقوال الأول أنه أمره بالصلاة على الاطلاق وبنحر الهدى والضحايا الثاني أنه صلى الله عليه وسلم كان يضحي قبل صلاة العيد فأمره أن يصلي ثم ينحر فالمقصود على هذا تأخير نحر الأضاحي عن الصلاة الثالث أن الكفار يصلون مكاء وتصدية وينحرون للأصنام فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم صل لربك وحده وانحر له أي لوجهه لا لغيره فهو على هذا أمر بالتوحيد والاخلاص الرابع أن معنى انحر ضع يدك اليمنى على اليسرى عند صدرك في الصلاة فهو على هذا من النحر وهو الصدر الخامس أن معناه ارفع يديك عند نحرك في افتتاح الصلاة * (إن شانئك هو الأبتر) * الشانئ هو المبغض وهو من الشنآن بمعنى العداوة ونزلت هذه الآية في العاصي بن وائل وقيل في أبي جهل على وجه الرد عليه إذ قال إن محمدا أبتر أي لا ولد له ذكر فإذا مات استرحنا منه وانقطع أمره بموته فأخبر الله أن هذا الكافر هو الأبتر وإن كان له أولاد لأنه مبتور من رحمة الله أي مقطوع عنها ولأنه لا يذكر إذا ذكر إلا باللعنة بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذكره خالد إلى آخر الدهر مرفوع على المنابر والصوامع مقرون بذكر الله والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامة أتباعه فهو كوالدهم سورة الكافرون سبب هذه السورة إن قوما من قريش منهم الوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاصي بن وائل وأبو جهل ونظراؤهم قالوا يا محمد اتبع ديننا ونتبع دينك اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة فقال معاذ الله أن نشرك بالله شيئا ونزلت السورة في معنى البراءة من آلهتهم ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأها فقد برئ من الشرك * (لا أعبد ما تعبدون) * هذا إخبار أنه لا يعبد أصنامهم فإن قيل لم كرر هذا المعنى بقوله ولا أنا عابد ما عبدتم فالجواب من وجهين أحدهما قاله الزمخشري وهو أن قوله لا أعبد ما تعبدون يريد في الزمان المستقبل وقوله
(٢٢٠)