التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٣
يختلف الوقف باختلافها وهي أن يكون امرأته مبتدأ أو حمالة الحطب خبره أو يكون حمالة الحطب نعت والخبر في جيدها حبل من مسد أو يكون امرأته معطوفا على الضمير في يصلى وحمالة الحطب نعت أو خبر ابتداء مضمر سورة الإخلاص سبب نزول هذه السورة أن اليهود دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد صف لنا ربك وانسبه فإنه وصف نفسه في التوراة ونسبها فارتعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة وقيل إن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنسب لنا ربك فنزلت وعلى الرواية الأولى تكون السورة مدنية لأن سؤال اليهود بالمدينة وعلى الرواية الثانية تكون مكية واختلف في معنى قوله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن فقيل إن ذلك في الثواب أي لمن قرأها من الأجر مثل أجر من قرأ ثلث القرآن وقيل إن ذلك فيما تضمنته من المعاني والعلوم وذلك أن علوم القرآن ثلاثة توحيد وأحكام وقصص وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد فهي ثلث القرآن بهذا الاعتبار وهذا أظهر وعليه حمل ابن عطية الحديث ويؤيده أن في بعض روايات الحديث إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن وخرج النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرؤها فقال أما هذا فقد غفر له وفي رواية أنه قال وجبت له الجنة وخرج مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في الصلاة قل هو الله أحد فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شئ يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه وفي رواية خرجها الترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال للرجل حبك إياها أدخلك الجنة وخرج الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة كل يوم غفرت له ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين * (قل هو الله أحد) * الضمير هنا عند البصريين ضمير الأمر والشأن والذي يراد به التعظيم والتفخيم وإعرابه مبتدأ وخبره الجملة التي بعده وهي المفسرة له والله مبتدأ وأحد خبره وقيل الله هو الخبر وأحد بدل منه وقيل الله بدل وأحد هو الخبر وأحد له معنيان أحدهما أن يكون من أسماء النفي التي لا تقع إلا في غير الواجب كقولك ما جاءني أحد وليس هذا موضع هذا المعنى وإنما موضعه قوله ولم يكن له كفوا أحد والآخر أن يكون بمعنى واحد وأصله وحد بواو ثم أبدل من الواو همزة وهذا هو المراد هنا واعلم أن وصف الله تعالى بالواحد له ثلاثة معان كلها صحيحة في حق الله تعالى الأول أنه واحد لا ثاني معه فهو نفي للعدد والثاني أنه واحد لا نظير ولا شريك له كما تقول فلان واحد عصره أي لا نظير له والثالث أنه واحد لا ينقسم ولا يتبعض والأظهر أن المراد في السورة نفي الشريك لقصد الرد على المشركين ومنه قوله تعالى * (وإلهكم إله واحد) * قال الزمخشري أحد وصف بالوحدانية ونفى الشركاء قلت وقد أقام الله في القرآن براهين قاطعة على وحدانيته وذلك في القرآن كثير جدا وأوضحها أربعة براهين الأول قوله * (أفمن يخلق كمن لا يخلق) * لأنه إذا ثبت أن الله تعالى خالق لجميع الموجودات لم يكن أن يكون واحد منها شريكا له والثاني قوله * (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) * والثالث قوله " قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لا بتغو
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 » »»