يتعلق بسورة الفيل والمعنى أن الله أهلك أصحاب الفيل لإيلاف قريش فهو يتعلق بقوله فجعلهم أو بما قبله من الأفعال ويؤيد هذا أن السورتين في مصحف أبي بن كعب سورة واحدة لا فصل بينهما وقد قرأهما عمر في ركعة واحدة من المغرب وذكر الله الإيلاف أو لا مطلقا ثم أبدل منه الايلاف المقيد بالرحلتين تعظيما للأمر ونصب رحلة لأنه مفعول بإيلافهم وقال رحلة وأراد رحلتين فهو كقول الشاعر (كلوا في بعض بطنكم تعفوا *) * (فليعبدوا رب هذا البيت) * هذا إقامة حجة عليهم بملاطفة واستدعاء لهم وتذكير بالنعم والبيت هو المسجد الحرام * (الذي أطعمهم من جوع) * يحتمل أن يريد إطعامهم بسبب الرحلتين فقد روى أنهم كانوا قبل ذلك في شدة وضيق حال حتى أكلوا الجيف ويحتمل أن يريد أطعامهم على الاطلاق فقد كان أهل مكة ساكنين بواد غير ذي زرع ولكن الله أطعمهم مما يجلب إليهم من البلاد بدعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو قوله وارزقهم من الثمرات * (وآمنهم من خوف) * يحتمل أن يريد آمنهم من خوف أصحاب الفيل ويحتمل أن يريد آمنهم في بلدهم بدعوة إبراهيم في قوله * (رب اجعل هذا بلدا آمنا) * وقد فسرناه في موضعه أو يعني آمنهم في أسفارهم لأنهم كانوا في رحلتهم آمنين لا يتعرض لهم أحد بسوء وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم وقيل آمنهم من الجذام فلا يرى بمكة مجذوما قال الزمخشري التنكير في جوع وخوف لشدتهما سورة الماعون * (أرأيت الذي يكذب بالدين) * قيل إن هذا نزل في أبى جهل وأبى سفيان بن حرب وقيل هو مطلق والدين هنا الملة أو الجزاء * (فذلك الذي يدع اليتيم) * أي يدفعه بعنف وهذا الدفع يحتمل أن يكون عن إطعامه والاحسان إليه أو عن ماله وحقوقه وهذا أشد والذي لا يحض على طعام المسكين لا يطعمه من باب أولى وهذه الجملة هي جواب أرأيت لأن معناها أخبرني فكأنه سؤال وجواب والمعنى انظر الذي كذب بالدين تجد فيه هذه الأخلاق القبيحة والأعمال السيئة وإنما ذلك لأن الدين يحمل صاحبه على فعل الحسنات وترك السيئات فمقصود الكلام ذم الكفار وأحوالهم * (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) * قيل إن هذا نزل في عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق والسورة على هذا نصفها مكي ونصفها مدني قاله أبو زيد السهبلي وذلك أن ذكرى أبي جهل وغيره من الكفار أكثر ما جاء في السور المكية وذكر السهو عن الصلاة والرياء فيها إنما هو من صفة الذين كانوا بالمدينة لا سيما على قول من قال إنها في عبد الله بن أبي وقيل إنها مكية كلها وهو الأشهر ونزل آخرها على هذا في رجل أسلم بمكة ولم يكن صحيح الايمان وقيل مدنية والسهو عن الصلاة هو تركها أو تأخيرها تهاونا بها وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذين هم عن صلاتهم ساهون قال الذين يؤخرونها عن وقتها وقال عطاء بن يسار الحمد لله الذي قال * (عن صلاتهم ساهون) * ولم يقل في صلاتهم " الذين هم يراؤن " هو من الرياء أي صلاتهم رياء للناس لا لله * (ويمنعون الماعون) * وصف لهم
(٢١٩)