هي القيامة سميت بذلك لأنها تقرع القلوب بأهوالها * (بالطاغية) * يعني الصيحة التي أخذت ثمود وسميت بذلك لأنها جاوزت الحد في الشدة وقيل الطاغية مصدر فكأنه قال أهلكوا بطغيانهم فهو كقوله كذبت ثمود بطغواها وقيل هي صفة لمحذوف تقديره أهلكوا بسبب الفعلة الطاغية أو الفئة الطاغية والباء على هذين القولين سببية وعلى القول الأول كقولك قتلت زيدا بالسيف * (بريح صرصر عاتية) * ذكر في فصلت وعاتية أي شديدة وسميت بذلك لأنها عتت على عاد وقيل عتت على خزانها فخرجت بغير إذنهم * (سخرها عليهم سبع ليال) * روى أنها بدت صبيحة يوم الأربعاء لثمان بقين من شوال وتمادت بهم إلى آخر يوم الأربعاء تكملة الشهر * (حسوما) * قال ابن عباس معناه كاملة متتابعة لم يتخللها غير ذلك وقيل معناه شؤما وقيل هو جمع حاسم من الحسم وهو القطع أي قطعتهم بالإهلاك فحسوما على القول الأول والثاني مصدر في موضع الحال وعلى الثالث حال أو مفعول من أجله * (فترى القوم فيها صرعى) * جمع صريع وهو المطروح بالأرض والضمير المجرور يعود على منازلهم لأن المعنى يقتضيها وإن لم يتقدم ذكرها أو على الأيام والليالي أو على الريح * (كأنهم أعجاز نخل خاوية) * تقدم في القمر معنى تشبيهم بأعجاز النخل والخاوية هي التي خلت من طول بلائها وفسادها * (من باقية) * أي من بقية وقيل من فئة باقية وقيل إنه مصدر بمعنى البقاء * (ومن قبله) * يريد من تقدم قبله من الأمم الكافرة وأقربهم إليه قوم شعيب والظاهر أنهم المراد لأن عادا وثمود قد ذكرا وقوم لوط هم المؤتفكات وقوم نوح قد أشير إليهم في قوله لما طغى الماء حملناكم في الجارية وقرئ بكسر القاف وفتح الباء ومعناه جنده وأتباعه * (بالخاطئة) * إما أن يكون مصدرا بمعنى الخطيئة أو صفة لمحذوف تقديره بالفعلة الخاطئة * (فعصوا رسول ربهم) * إن عاد الضمير على فرعون وقومه فالرسول موسى عليه السلام وإن عاد على المؤتفكات فالرسول لوط عليه السلام وإن عاد على الجميع فالرسول اسم جنس أو بمعنى الرسالة * (رابية) * أي عظيمة وهي من قولك ربا الشئ إذا كثر * (طغى الماء) * عبارة عن كثرته فيحتمل أن يريد أنه طغى على أهل الأرض أو على خزانه يعني وقت طوفان نوح عليه السلام * (حملناكم في الجارية) * هي السفينة فإن أراد سفينة نوح فمعنى حملناكم حملنا آباءكم لأن كل من على الأرض من ذرية نوح وأولاده الثلاثة الذين كانوا معه في السفينة وإن أراد جنس السفن فالخطاب على حقيقته * (لنجعلها لكم تذكرة) * الضمير للفعلة وهي الحمل في السفينة وقيل للسفينة فإن أراد جنس السفن فالمعنى أنها تذكرة بقدرة الله ونعمته لمن ركب أو سمع بها وإن أراد سفينة نوح فقد قيل إن الله أبقاها حتى رأى بعض عيدانها أول هذه الأمة * (وتعيها أذن واعية) * الضمير يعود على ما عاد عليه ضمير لنجعلها وهذا يقوى أن يكون للفعلة والأذن الواعية هي التي تفهم ما تسمع وتحفظه يقال وعيت العلم إذا حصلته ولذلك عبر بعضهم عنها بأنها التي عقلت عن الله وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب إني دعوت الله أن يجعلها أذنك يا علي قال علي فما نسيت
(١٤٢)