معه أو معطوف وقد ذكرنا في الأعراف سنستدرجهم وما بعده * (أم تسألهم أجرا) * معناه أنت لا تسألهم أجرة على الإسلام فتثقل عليهم فلا عذر لهم في تركهم الإسلام وقد فسرتا هذا وما بعده في الطور * (فاصبر) * يقتضي مسالمة للكفار نسخت بالسيف * (ولا تكن كصاحب الحوت) * هو يونس علية السلام وسماه صاحب الحوت لأن الحوت ابتلعه وهو أيضا ذو النون والنون هو الحوت وقد ذكرنا قصته في الأنبياء والصافات فنهى الله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يكون مثله في الضجر والاستعجال حتى ذهب مغاضبا وروى أن هذه الآية نزلت لما هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على الكفار * (إذ نادى وهو مكظوم) * هذا آخر ما جرى ليونس ونداؤه هو قوله في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين والمكظوم الشديد الحزن * (لنبذ بالعراء وهو مذموم) * هو جواب لولا والمنفي هو الذم لا نبذه بالعراء فإنه قد قال في الصافات فنبذناه بالعراء فالمعنى لولا رحمة الله لنبذ بالعراء وهو مذموم لكنه نبذ وهو غير مذموم وقد ذكرنا العراء في الصافات * (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) * عبارة عن شدة عداوتهم وإن مخففة من الثقيلة بدليل دخول اللام وليزلقونك معناه يهلكونك كقولك نظر فلان إلى عدوه نظرة كاد يصرعه وأصله من زلق القدم وقرئ بفتح الياء وضمها وهما لغتان وقيل إن المعنى يأخذونه بالعين وكان ذلك في بني أسد كان الرجل منهم يجوع ثلاثة أيام فلا يتكلم على شئ إلا أصابه بالعين فأراد بعضهم أن يصيب النبي صلى الله عليه وسلم فعصمه الله من ذلك وقال الحسن دواء من أصيب بالعين قراءة هذه الآية * (وما هو إلا ذكر للعالمين) * يعني القرآن أو هو موعظة وتذكير للخلق سورة الحاقة * (الحاقة) * هي القيامة ووزنها فاعلة وسميت الحاقة لأنها تحق أي يصح وجودها ولا ريب في وقوعها ولأنها حقت لكل أحد جزاء عمله أو لأنها تبدئ حقائق الأمور * (ما الحاقة) * ما استفهامية يراد بها التعظيم وهي مبتدأ وخبرها ما بعده والجملة خبر الحاقة وكان الأصل الحاقة ما هي ثم وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في التعظيم والتهويل وكذلك وما أدراك ما الحاقة لفظه استفهام والمراد به التعظيم والتهويل * (بالقارعة) *
(١٤١)