التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٤٣
بعد ذلك شيئا سمعته قال الزمخشري إنما قال أذن واعية بالتوحيد والتنكير للدلالة على قلة الوعاة ولتوبيخ الناس بقلة من بقي منهم وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا عقلت عن الله تعالى فهي المعتبرة عند الله دون غيرها * (نفخة واحدة) * يعني نفخة الصور وهي الأولى * (فدكتا) * الضمير للأرض والجبال ومعنى دكتا ضرب بعضها ببعض حتى تندق وقال الزمخشري الدك أبلغ من الدق وقيل معناه بسطت حتى تستوي الأرض والجبال * (وقعت الواقعة) * أي قامت القيامة وقيل وقعت صخرة بيت المقدس وهذا ضعيف * (واهية) * أي مسترخية ساقطة القوة ومنه قولهم دار واهية أي ضعيفة الجدران * (والملك على أرجائها) * الملك هنا اسم جنس والأرجاء الجوانب واحدها رجا مقصور والضمير يعود على السماء والمعنى أن الملائكة يكونون يوم القيامة على جواب السماء لأنها إ ذا وهيت وقفوا على أطرافها وقيل يعود على الأرض لأن المعنى يقتضيه وإن لم يتقدم ذكرها وروى في ذلك أن الله يأمر الملائكة فتقف صفوفا على جوانب الأرض والأول أظهر وأشهر * (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) * قال ابن عباس هي ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم أحد عدتهم وقيل ثمانية أملاك رؤسهم تحت العرش وأرجلهم تحت الأرض السابعة ويؤيد هذا ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هو اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة قواهم الله بأربعة سواهم * (يومئذ تعرضون) * خطاب لجميع العالم والعرض البعث أو الحساب * (خافية) * أي حال خافية من الأعمال والسرائر ويحتمل المعنى لا يخفي من أجسادهم لأنهم يحشرون حفاة عراة * (فأما من أوتي كتابه بيمينه) * الكتاب هنا صحائف الأعمال " هاؤم اقرؤا كتابيه " هاؤم اسم فعل قال ابن عطية معناه تعالوا وقال الزمخشري هو صوت يفهم منه معنى خذ وكتابيه مفعول يطلبه هاؤم واقرؤا من ضمير المعنى تقديره هاؤم كتاب اقرؤا كتابي ثم حذف لدلالة الآخر عليه وعمل فيه العامل الثاني وهو اقرأوا عند البصريين والعامل الأول هو هاؤم عند الكوفيين والدليل على صحة قول البصريين أنه لو عمل الأول لقال اقرؤه والهاء في كتابيه للوقف وكذلك في حسابيه وماليه وسلطانيه وكان الأصل أن تسقط في الوصل لكنها ثبتت فيه مراعاة لخط المصحف وقد أسقطها في الوصل بعضهم ومعنى الآية أن العبد الذي يعطى كتابه بيمينه يقول للناس اقرأوا كتابيه على وجه الاستبشار والسرور بكتابه * (إني ظننت) * الظن هنا بمعنى اليقين * (راضية) * أي ذات رضا كقولهم تأمر لصاحب التمر قال ابن عطية ليست بياء اسم فاعل وقال الزمخشري يجوز أن يكون اسم فاعل نسب الفعل إليها مجازا وهو لصاحبها حقيقة * (قطوفها) * جمع قطف وهو ما يجتني من الثمار ويقطف كالعنقود * (دانية) * أي قريبة وروى أن العبد يأخذها بفمه من شجرها على أي حال كان من قيام أو جلوس أو اضطجاع * (أسلفتم) * أي قدمتم من الأعمال الصالحة * (في الأيام الخالية) * أي الماضية يعني أيام الدنيا " وأما من أوتي كتابه
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»