كفارا فقد قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه يوم أحد وقتل مصعب بن عمير أخاه عزيز بن عمير يوم أحد ودعا أبو بكر الصديق ابنه يوم بدر للبراز فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد وقيل إن الآية نزلت في حاطب حين كتب إلى المشركين يخبرهم بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحسن أنها على العموم وقيل نزلت فيمن يصحب السلطان وذلك بعيد * (يوادون) * هذه مفاعلة من المودة فتقتضي أن المودة من الجهتين * (من حاد الله) * أي عاداه وخالفه * (كتب في قلوبهم الإيمان) * أي أثبته فيها كأنه مكتوب * (وأيدهم بروح منه) * أي بلطف وهدى وتوفيق وقيل بالقرآن وقيل بجبريل * (أولئك حزب الله) * هذه في مقابلة قوله أولئك حزب الشيطان والحزب هم الجماعة المتحزبون لمن أضيفوا إليه سورة الحشر نزلت هذه السورة في يهود بني النضير وكانوا في حصون بمقربة من المدينة وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأرادوا غدره فأطلعه الله على ذلك فخرج إليهم وحاصرهم إحدى وعشرين ليلة حتى صالحوه على أن يخرجوا من حصونهم فخرجوا منها وتفرقوا في البلاد * (هو الذي أخرج الذين كفروا) * يعني بني النضير * (لأول الحشر) * في معناه أربعة أقوال أحدها أنه حشر القيامة أي خروجهم من حصونهم أول الحشر والقيام من القبور آخره وروى في هذا المعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم امضوا هذا أول الحشر وأنا على الأثر الثاني أن المعنى لأول موضع الحشر وهو الشام وذلك أن أكثر بني النضير خرجوا إلى الشام وقد جاء في الأثر أن حشر القيامة إلى أرض الشام وروى في هذا المعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني النضير اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر الثالث أن المراد الحشر في الدنيا الذي هو الجلاء والإخراج فإخراجهم من حصونهم أول الحشر وإخراج أهل خيبر آخره الرابع أن معناه أخراجهم من ديارهم لأول ما حشر لقتالهم لأنه أول قتال قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزمخشري اللام في قوله لأول بمعنى عند كقولك جئت لوقت كذا * (ما ظننتم أن يخرجوا) * يعني لكثرة عدتهم ومنعة حصونهم * (فآتاهم الله) * عبارة عن أخذ الله لهم * (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين) * أما إخراب المؤمنين فهو هدم أسوار الحصون ليدخلوها وأسند
(١٠٦)