التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١١١
الوقوع عليها فحملت فخاف الفضيحة فزين له الشيطان قتلها فلما وجدت مقتولة تبين ما فعل فتعرض له الشيطان قال له اسجد لي أنجيك فسجد له فتركه الشيطان وقال له إني برئ منك وهذا ضعيف في النقل والأول أرجح * (فكان عاقبتهما أنهما في النار) * الضميران يعودان على الشيطان والإنسان وفي ذلك تمثيل للمنافقين واليهود * (ولتنظر نفس ما قدمت لغد) * هذا أمر بأن تنظر كل نفس ما قدمت من أعمالها ليوم القيامة ومعنى ذلك محاسبة النفس لتكف عن السيئات وتزيد من الحسنات وإنما عبر عن يوم القيامة بغد تقريبا له لأن كل ما هو آت قريب فإن قيل لم كرر الأمر بالتقوى فالجواب من وجهين أحدهما أنه تأكيد والآخر وهو الأحسن أنه أمرا ولا بالتقوى استعدادا ليوم القيامة ثم أمر به ثانيا لأن الله خبير بما يعملون فلما اختلف الموجبات كرره مع كل واحد منهما * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * يعني الكفار والنسيان هنا يحتمل أن يكون بمعنى الترك أو الغفلة أي نسوا حق الله فأنساهم حقوق أنفسهم والنظر لها * (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) * الآية توبيخ لابن آدم على قسوة قلبه وقلة خشوعه عند تلاوة القرآن فإنه إذا كان الجبل يخشع ويتصدع لو سمع القرآن فما ظنك بابن آدم * (عالم الغيب والشهادة) * أي يعلم ما غاب عن المخلوقين وما شاهدوه وقيل الغيب الآخرة والشهادة الدنيا والعموم أحسن * (القدوس) * مشتق من التقديس وهو التنزه عن صفات المخلوقين وعن كل نقص وعيب وصيغة فعول للمبالغة كالسبوح * (السلام) * في معناه قولان أحدهما الذي سلم عباده من الجور والآخر السليم من النقائص وأصله مصدر بمعنى السلامة وصف به مبالغة أو على حذف مضاف تقديره ذو السلام * (المؤمن) * فيه قولان أحدهما أنه من الأمن أي الذي أمن عباده والآخر أنه من الإيمان أي المصدق لعباده في إيمانهم أو في شهادتهم على الناس يوم القيامة أو المصدق نفسه في أقواله * (المهيمن) * في معناه ثلاثة أقوال الرقيب والشاهد والأمين قال الزمخشري أصله مؤيمن بالهمزة ثم أبدلت هاء * (الجبار) * في معناه قولان أحدهما أنه من الإجبار بمعنى القهر والآخر أنه من الجبر أي يجبر عباده برحمته والأول أظهر * (المتكبر) * أي الذي له التكبر حقا * (البارئ) * أي الخالق يقال أبرأ الله الخلق أي خلقهم
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»