متصل لأن في آبائهم من عبد الله تعالى * (وإذا مرضت فهو يشفين) * أسند المرض إلى نفسه وأسند الشفاء إلى الله تأدبا مع الله * (أن يغفر لي خطيئتي) * قيل أراد كذباته الثلاثة الواردة في الحديث وهي قوله في سارة زوجته هي أختي وقوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم وقيل أراد الجنس على الإطلاق لأن هذه الثلاثة من المعاريض فلا إثم فيها * (لسان صدق) * ثناء جميلا * (يوم لا ينفع) * وما بعده منقطع عن كلام إبراهيم وهو من كلام الله تعالى ويحتمل أن يكون أيضا من كلام إبراهيم * (إلا من أتى الله بقلب سليم) * قيل سليم من الشرك والمعاصي وقيل الذي يلقى ربه وليس في قلبه شيئا غيره وقيل بقلب لديغ من خشية الله والسليم هو اللديغ لغة وقال الزمخشري هذا من بدع التفاسير وهذا الاستثناء يحتمل أن يكون متصلا فيكون من أتى الله مفعولا بقوله لا ينفع والمعنى على هذا أن المال لا ينفع إلا من أنفقه في طاعة الله وأن البنين لا ينفعون إلا من علمهم الدين وأوصاهم بالحق ويحتمل أيضا أن يكون متصلا ويكون قوله من أتى الله بدلا من قوله مال ولا بنون على حذف مضاف تقديره إلا مال من أتى الله وبنوه ويحتمل أن يكون منقطعا بمعنى لكن * (وأزلفت الجنة) * أي قربت * (للغاوين) * يعني المشركين بدلالة ما بعده * (فكبكبوا فيها) * كبكبوا مضاعف من كب كررت حروفه دلالة على تكرير معناه أي كبهم الله في النار مرة بعد مرة والضمير للأصنام والغاوون هم المشركون وقيل الضمير للمشركين والغاوون هم الشياطين * (نسويكم برب العالمين) * أي نجعلكم سواء معه * (وما أضلنا إلا المجرمون) * يعني كبراءهم وأهل الجرم والجراءة منهم * (حميم) * أي خالص الود قال الزمخشري جمع الشفعاء ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الأصدقاء * (كذبت قوم نوح المرسلين) * أسند الفعل إلى القوم وفيه علامة التأنيث لأن القوم في معنى الجماعة والأمة فإن قيل كيف قال المرسلين بالجمع وإنما كذبوا نوحا وحده فالجواب من وجهين أحدهما أنه أراد الجنس كقولك فلان يركب الخيل وإنما لم يركب إلا فرسا واحدا والآخر أن من كذب نبيا واحدا فقد كذب جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأن قولهم واحد ودعوتهم
(٨٧)