التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٨
كافر * (وكان الشيطان للإنسان خذولا) * يحتمل أن يكون هذا من قول الظالم أو ابتداء إخبار من قول الله تعالى ويحتمل أن يريد بالشيطان إبليس أو الخليل المذكور * (وقال الرسول) * قيل إن هذا حكاية قوله صلى الله عليه وسلم في الدنيا وقيل في الآخرة * (مهجورا) * من الهجر بمعنى البعد والترك وقيل من الهجر بضم الهاء أي قالوا فيه الهجر حين قالوا إنه شعر وسحر والأول أظهر * (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا) * العدو هنا جمع والمراد تسلية النبي صلى الله عليه وسلم بالتأسي بغيره من الأنبياء * (وكفى بربك هاديا ونصيرا) * وعد لمحمد صلى الله عليه وسلم بالهدى والنصرة * (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) * هذا من اعتراضات قريش لأنهم قالوا لو كان القرآن من عند الله لنزل جملة واحدة كما نزلت التوراة والإنجيل * (كذلك لنثبت به فؤادك) * هذا جواب لهم تقديره أنزلناه كذلك مفرقا لنثبت به فؤاد محمد صلى الله عليه وسلم لحفظه ولو نزل جملة واحدة لتعذر عليه حفظه لأنه أمي لا يقرأ فحفظ المفرق عليه أسهل وأيضا فإنه نزل بأسباب مختلفة تقتضي أن ينزل كل جزء منه عند حدوث سببه وأيضا منه ناسخ ومنسوخ ولا يتأتى ذلك فيما ينزل جملة واحدة * (ورتلناه ترتيلا) * أي فرقناه تفريقا فإنه نزل بطول عشرين سنة وهذا الفعل معطوف على الفعل المقدر الذي يتعلق به كذلك وبه يتعلق لنثبت * (ولا يأتونك بمثل) * الآية معناها لا يوردون عليك سؤالا أو اعتراضا إلا أتيناك في جوابه بالحق والتفسير الحسن الذي يذهب اعتراضهم ويبطل شبهتهم * (الذين يحشرون على وجوههم) * يعني الكفار وحشرهم على وجوههم حقيقة لأنه جاء في الحديث قيل يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال أليس الذي أمشاه في الدنيا على رجليه قادرا على أن يمشيه في الآخرة على وجهه * (شر مكانا) * يحتمل أن يريد بالمكان المنزلة والشرف أو الدار والمسكن في الآخرة * (وزيرا) * معينا * (إلى القوم) * يعني فرعون وقومه وفي الكلام حذف تقديره فذهبا إليهم فكذبوهما فدمرناهم * (كذبوا الرسل) * تأويله كما ذكر في قوله في هود فعصوا رسله * (وأعتدنا للظالمين) * يحتمل أن يريد بالظالمين من تقدم ووضع هذا الاسم الظاهر موضع المضمر لقصد وصفهم بالظلم أو يريد الظالمين على العموم * (وأصحاب الرس) * معنى الرس في اللغة البئر واختلف في أصحاب الرس فقيل هم من بقية ثمود وقيل من أهل اليمامة وقيل من أهل أنطاكية وهم أصحاب يس واختلف في قصتهم فقيل بعث الله إليهم نبيا فرموه في بئر فأهلكهم الله وقيل كانوا حول بئر لهم فانهارت بهم فهلكوا * (وقرونا بين ذلك كثيرا) * يقتضي التكثير
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»