التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٨٣
لجميع الناس من المؤمنين والكافرين لأن فيهم من يعبد الله ويدعوه أو خطابا للمؤمنين خاصة لأنهم هم الذين يدعون الله ويعبدونه ولكن يضعف هذا بقوله فقد كذبتم الثالث أنه خطاب للكفار خاصة والمعنى على هذا ما يعبأ بكم ربي لولا أن يدعوكم إلى دينه والدعاء على هذا بمعنى الأمر بالدخول في الدين وهو مصدر مضاف إلى المفعول وأما على القول الأول والثاني فهو مصدر مضاف إلى الفاعل * (فقد كذبتم) * هذا خطاب لقريش وغيرهم من الكفار دون المؤمنين * (فسوف يكون لزاما) * أي سوف يكون العذاب لزاما ثابتا وأضمر العذاب وهو اسم كان لأنه جزاء التكذيب المتقدم واختلف هل يراد بالعذاب هنا القتل يوم بدر أو عذاب الآخرة سورة الشعراء * (طسم) * تكلمنا على حروف الهجاء في أول سورة البقرة ويخص هذا أنه قيل الطاء من ذي الطول والسين من السميع أو السلام والميم من الرحيم أو المنعم * (باخع) * ذكر في الكهف * (فظلت أعناقهم لها خاضعين) * الأعناق جمع عنق وهي الجارحة المعروفة وإنما جمع خاضعين جمع العقلاء لأنه أضاف الأعناق إلى العقلاء ولأنه وصفها بفعل لا يكون إلا من العقلاء وقيل الأعناق الرؤساء من الناس شبهوا بالأعناق كما يقال لهم رؤس وصدور وقيل هم الجماعات من الناس فلا يحتاج جمع خاضعين إلى تأويل * (محدث) * يعني به محدث الإتيان * (فسيأتيهم) * الآية تهديد * (من كل زوج) * أي من كل صنف من النبات فيعم ذلك الأقوات والفواكه والأدوية والمرعى ووصفه بالكرم لما فيه من الحسن ومن المنافع * (إن في ذلك لآية) * الإشارة إلى ما تقدم من النبات وإنما ذكره بلفظ الإفراد لأنه أراد أن في كل واحد آية أو إشارة إلى مصدر قوله أنبتنا * (ويضيق صدري) * بالرفع عطف على أخاف أو استئناف وقرئ بالنصب عطفا على يكذبون * (فأرسل إلى هارون) * أي اجعله معي رسولا أستعين به * (ولهم علي ذنب) * يعني قتله للقبطي * (قال كلا) * أي لا تخف أن يقتلوك * (إنا معكم) * خطاب لموسى
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»