التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٨٠
طاهر مطهر * (أناسي) * قيل جمع إنسي وقيل جمع إنسان والأول أصح * (ولقد صرفناه) * الضمير للقرآن وقيل للمطر وهو بعيد * (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا) * أي لو شئنا لخففنا عنك أثقال الرسالة ببعث جماعة من الرسل ولكنا خصصناك بها كرامة لك فاصبر * (وجاهدهم به) * الضمير للقرآن أو لما دل عليه الكلام المتقدم * (مرج البحرين) * اضطرب الناس في هذه الآية لأنه لا يعلم في الدنيا بحر ملح وبحر عذب وإنما البحار المعروفة ماؤها ملح قال ابن عباس أراد بالبحر الملح الأجاج بحر الأرض والبحر العذب الفرات بحر السحاب وقيل البحر الملح البحر المعروف والبحر العذب مياه الأرض وقيل البحر الملح جميع الماء الملح من الآبار وغيرها والبحر العذب هو مياه الأرض من الأنهار والعيون ومعنى العذب البالغ العذوبة حتى يضرب إلى الحلاوة والأجاج نقيضه واختلف في معنى مرجهما فقيل جعلهما متجاورين متلاصقين وقيل أسال أحدهما في الآخر * (وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا) * أي فاصلا يفصل بينهما وهو ما بينهما من الأرض بحيث لا يختلطان وقيل البرزخ يعلمه الله ولا يراه البشر * (خلق من الماء بشرا) * إن أراد بالبشر آدم فالمراد بالماء الماء الذي خلق به مع التراب فصار طينا وإن أراد بالبشر بني آدم فالمراد بالماء المني الذي يخلقون منه * (فجعله نسبا وصهرا) * النسب والصهر يعمان كل قربى أي كل قرابة والنسب أن يجتمع إنسان مع آخر في أب أو أم قرب ذلك أو بعد والصهر هو الاختلاط بالنكاح وقيل أراد بالنسب الذكور أي ذوي نسب ينتسب إليهم وأراد بالصهر الإناث أي ذوات صهر يصاهر بهن وهو كقوله * (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) * * (وكان الكافر على ربه ظهيرا) * الكافر هنا الجنس وقيل المراد أبو جهل والظهير المعين أي يعين الشيطان على ربه بالعداوة والشرك ولفظه يقع للواحد والجماعة كقوله والملائكة بعد ذلك ظهير " قل ما أسئلكم عليه من أجر " أي لا أسئلكم على الإيمان أجرة ولا منفعة * (إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا) * معناه إنما أسئلكم أن تتخذوا إلى ربكم سبيلا بالتقرب إليه وعبادته فالاستثناء منقطع وقيل المعنى أن تتخذوا إلى ربكم سبيلا بالصدقة فالاستثناء على هذا متصل والأول أظهر وفي الكلام محذوف تقديره إلا سؤال من شاء وشبه ذلك * (وتوكل على الحي الذي لا يموت) * قرأ هذه الآية بعض السلف فقال لا ينبغي لذي عقل أن يثق بعدها بمخلوق فإنه يموت * (وسبح بحمده) * أي قل سبحان الله وبحمده والتسبيح التنزيه عن كل ما لا يليق به ومعنى بحمده أي بحمده أقول ذلك ويحتمل أن يكون المعنى سبحه متلبسا بحمده فهو أمر بأن يجمع بين التسبيح والحمد " وكفى به بذنوب
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»