التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٨١
عباده خبيرا) يحتمل أن يكون المراد بهذا بيان حلمه وعفوه عن عباده مع علمه بذنوبهم أو بكون المراد تهديد العباد لعلم الله بذنوبهم * (استوى على العرش) * ذكر في الأعراف * (الرحمن) * خبر ابتداء مضمر أو بدل من الضمير في استوى * (فاسأل به خبيرا) * فيه معنيان أحدهما وهو الأظهر أن المراد اسأل عنه من هو خبير عارف به وانتصب خبيرا على المفعولية وهذا الخبير المسؤول هو جبريل عليه السلام والعلماء وأهل الكتاب والباء في قوله به يحتمل أن تتعلق بخبيرا أو تتعلق بالسؤال ويكون معناها على هذا معنى عن والمعنى الثاني أن المراد اسأل بسؤاله خبيرا أي إن سألته تعالى تجده خبيرا بكل شيء فانتصب خبيرا على الحال وهو كقولك لو رأيت فلانا رأيت به أسدا أي رأيت برؤيته أسدا * (قالوا وما الرحمن) * لما ذكر الرحمن في القرآن أنكرته قريش وقالوا لا نعرف الرحمن وكان مسيلمة الكذاب قد تسمى بالرحمن فقالوا على وجه المغالطة إنما الرحمن الرجل الذي باليمامة * (أنسجد لما تأمرنا) * تقديره لما تأمرنا أن نسجد له * (وزادهم نفورا) * الضمير المفعول في زادهم يعود على المقول وهو اسجدوا للرحمن * (بروجا) * يعني المنازل الاثني عشر وقيل الكواكب العظام * (سراجا) * يعني الشمس وقرئ بضم السين والراء على الجمع يعني جميع الأنوار ثم خص القمر بالذكر تشريفا * (جعل الليل والنهار خلفة) * أي يخلف هذا هذا وقيل هو من الاختلاف لأن هذا أبيض وهذا أسود والخلفة اسم الهيئة كالركبة والجلسة والأصل جعلهما ذوي خلفة * (لمن أراد أن يذكر) * قيل معناه يعتبر في المصنوعات وقيل معناه يتذكر لما فاته من الصلوات وغيرها في الليل فيستدركه في النهار أو فاته بالنهار فيستذكره بالليل وهو قول عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهما * (وعباد الرحمن) * أي عباده المرضيون عنده فالعبودية هنا للتشريف والكرامة وعباد مبتدأ وخبره الذين يمشون أو قوله في آخر السورة أولئك يجزون الغرفة * (الذين يمشون على الأرض هونا) * أي رفقا ولينا بحلم ووقار ويحتمل أن يكون ذلك وصف مشيهم على الأرض أو وصف أخلاقهم في جميع أحوالهم وعبر بالمشي على الأرض عن جميع تصرفهم مدة حياتهم * (قالوا سلاما) * أي قالوا قولا سديدا ليدفع الجاهل برفق وقيل معناه قالوا للجاهل سلاما أي هذا اللفظ بعينه بمعنى سلمنا منكم قال بعضهم هذه الآية منسوخة بالسيف وإنما يصح النسخ في حق الكفار وأما الإغضاء عن السفهاء والحلم عنهم فمستحسن غير منسوخ * (إن عذابها) * وما بعده يحتمل أن يكون من كلامهم أو من كلام الله عز وجل * (كان غراما) * أي هلاكا وخسرانا وقيل ملازما * (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) * الاقتار هو التضييق في النفقة والشح وضده الاسراف فنهى عن الطرفين وأمر بالتوسط بينهما
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»