فقيل إنها زائدة وهذا ضعيف وقال ابن عطية معناه يقع خلافهم بعد أمره كما تقول كان المطر عن ريح قال الزمخشري يقال خالفه إلى الأمر إذا ذهب إليه دونه وخالفه عن الأمر إذا صد الناس عنه فمعنى يخالفون عن أمره يصدون الناس عنه فحذف المفعول لأن الغرض ذكر المخالف * (فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) * الفتنة في الدنيا بالرزايا أو بالفضيحة أو القتل أو العذاب في الآخرة * (قد يعلم ما أنتم عليه) * دخلت قد للتأكيد وفي الكلام معنى الوعيد وقيل معناها التقليل على وجه التهكم والخطاب لجميع الخلق أو للمنافقين خاصة * (ويوم يرجعون إليه) * يعني المنافقين والعامل في الظرف بينهم سورة الفرقان * (تبارك) * من البركة وهو فعل مختص بالله تعالى لم ينطق له بالمضارع * (على عبده) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وذلك على وجه التشريف له والاختصاص * (ليكون للعالمين نذيرا) * الضمير لمحمد صلى الله عليه وسلم أو للقرآن والأول أظهر وقوله للعالمين عموم يشمل الجن والإنس ممن كان في عصره وممن يأتي بعده إلى يوم القيامة وتضمن صدر هذه السورة إثبات النبوة والتوحيد والرد على من خالف في ذلك * (فقدره تقديرا) * الخلق عبارة عن الإيجاد بعد العدم والتقدير عبارة عن إتقان الصنعة وتخصيص كل مخلوق بمقداره وصفته وزمانه ومكانه ومصلحته وأجله وغير ذلك * (واتخذوا) * الضمير لقريش وغيرهم ممن أشرك بالله تعالى * (وأعانه عليه قوم آخرون) * يعنون قوما من اليهود منهم عداس ويسار وأبو فكيهة الرومي " فقد جاؤوا ظلما وزورا " أي ظلموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما نسبوا إليه وكذبوا في ذلك عليه * (وقالوا أساطير الأولين) * أي ما سطره الأولون في كتبهم وكان الذي يقول هذه المقالة النضر بن الحارث * (اكتتبها) * أي كتبها له كاتب ثم صارت تملى عليه ليحفظها وهذا حكاية كلام الكفار وقال الحسن إنها من قول الله على وجه الرد عليهم ولو كان ذلك لقال أكتتبها بفتح الهمزة لمعنى الإنكار
(٧٤)