التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٧٧
والصحيح فتنة للمريض والرسول فتنة لغيره ممن يحسده ويكفر به * (أتصبرون) * تقديره لننظر هل تصبرون * (لا يرجون لقاءنا) * قيل معناه لا يخافون والصحيح أنه على بابه لأن لقاء الله يرجى ويخاف * (لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا) * اقترح الكفار نزول الملائكة أو رؤية الله وحينئذ يؤمنون فرد الله عليهم بقوله لقد استكبروا الآية أي طلبوا ما لا ينبغي لهم أن يطلبوه وقوله في أنفسهم كما تقول فلان عظيم في نفسه أي عند نفسه أو بمعنى أنهم أضمروا الكفر في أنفسهم * (يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين) * لما طلبوا رؤية الملائكة أخبر الله أنهم لا بشرى لهم يوم يرونهم فالعامل في يوم معنى لا بشرى ويومئذ بدل * (ويقولون حجرا محجورا) * الضمير في يقولون إن كان للملائكة فالمعنى أنهم يقولون للمجرمين حجرا محجورا أي حرام عليكم الجنة أو البشرى وإن كان الضمير للمجرمين فالمعنى أنهم يقولون حجرا بمعنى عوذا لأن العرب كانت تتعوذ بهذه الكلمة مما تكره وانتصابه بفعل متروك إظهاره نحو معاذ الله * (وقدمنا إلى ما عملوا) * أي قصدنا إلى أفعالهم فلفظ القدوم مجاز وقيل هو قدوم الملائكة أسنده الله إلى نفسه لأنه عن أمره * (فجعلناه هباء منثورا) * عبارة عن عدم قبول ما عملوا من الحسنات كإطعام المساكين وصلة الأرحام وغير ذلك وأنها لا تنفعهم لأن الإيمان شرط في قبول الأعمال والهباء هي الأجرام الدقيقة من الغبار التي لا تظهر إلا حين تدخل الشمس على موضع ضيق كالكوة والمنثور المتفرق * (خير مستقرا) * جاء هنا التفضيل بين الجنة والنار لأن هذا مستقر وهذا مستقر * (وأحسن مقيلا) * هو مفعل من النوم في القائلة وإن كانت الجنة لا نوم فيها ولكن جاء على ما تتعارفه العرب من الاستراحة وقت القائلة في الأمكنة الباردة وقيل إن حساب الخلق يكمل في وقت ارتفاع النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار * (ويوم تشقق السماء بالغمام) * هو يوم القيامة وانشقاق السماء انفطارها ومعنى بالغمام أي يخرج منها الغمام وهو السحاب الرقيق الأبيض وحينئذ تنزل الملائكة إلى الأرض * (ويوم يعض الظالم على يديه) * عض اليدين كناية عن الندم والحسرة والظالم هنا عقبة بن أبي معيط وقيل كل ظالم والظلم هنا الكفر * (مع الرسول) * هو محمد صلى الله عليه وسلم أو اسم جنس على العموم * (ليتني لم أتخذ فلانا خليلا) * روي أن عقبة جنح إلى الإسلام فنهاه أبي بن خلف وأمية بن خلف فهو فلان وقيل إن عقبة نهى أبي بن خلف عن الإسلام فالظالم على هذا أبي وفلان عقبة وإن كان الظالم على العموم ففلانا على العموم أي خليل كل
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»