التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٢
الحائط وغيره إذا سقط * (القانع) * معناه السائل وهو من قولك قنع الرجل بفتح النون إذا سأل وقيل معناه المتعفف عن السؤال فهو على هذا من قولك قنع بالكسر إذا رضي بالقليل * (والمعتر) * المعترض بغير سؤال ووزنه مفتعل يقال اعتررت بالقوم إذا تعرضت لهم فالمعنى أطعموا من سأل ومن لم يسأل ممن تعرض بلسان حاله وأطعموا من تعفف عن السؤال بالكلية ومن تعرض للعطاء * (كذلك سخرناها لكم) * أي كما أمرناكم بهذا كله سخرناها لكم وقال الزمخشري التقدير مثل التخيير الذي علمتم سخرناها لكم * (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها) * المعنى لن تصلوا إلى رضا الله باللحوم ولا بالدماء وإنما تصلون إليه بالتقوى أي بالإخلاص لله وقصد وجه الله بما تذبحون وتنحرون من الهدايا فعبر عن هذا المعنى بلفظ ينال مبالغة وتأكيدا لأنه قال لن تصل لحومها ولا دماؤها إلى الله وإنما تصل بالتقوى منكم فإن ذلك هو الذي طلب منكم وعليه يحصل لكم الثواب وقيل كان أهل الجاهلية يضرجون البيت بالدماء فأراد المسلمون فعل ذلك فنهوا عنه ونزلت الآية * (كذلك سخرها لكم) * كرر للتأكيد * (لتكبروا الله) * قيل يعني قول الذابح بسم الله والله أكبر واللفظ أعم من ذلك * (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) * كان الكفار يؤذون المؤمنين بمكة فوعدهم الله أن يدفع عنهم شرهم وأذاهم وحذف مفعول يدافع ليكون أعظم وأعم وقرئ يدافع بالألف ويدفع بسكون الدال من غير الألف وهما بمعنى واحد أجريت فاعل مجرى فعل من قولك عاقبة الأمر وقال الزمخشري يدافع معناه يبالغ في الدفع عنهم لأنه للمبالغة وفعل المغالبة أقوى * (إن الله لا يحب كل خوان كفور) * الخوان مبالغة في خائن والكفور مبالغة في كافر قال الزمخشري هذه الآية عليه لما قبلها * (أذن للذين يقاتلون) * هذه أول آية نزلت في الإذن في القتال ونسخت الموادعة مع الكفار وكان نزولها عند الهجرة وقرئ أذن بضم الهمزة على البناء لما لم يسم فاعله وبالفتح على البناء للفاعل وهو الله تعالى والمعنى أذن لهم في القتال فحذف المأذون فيه لدلالة يقاتلون عليه وقرئ يقاتلون بفتح التاء وكسرها * (بأنهم ظلموا) * أي بسبب أنهم ظلموا * (الذين أخرجوا من ديارهم) * يعني الصحابة فإن الكفار آذوهم وأضروا بهم حتى اضطروهم إلى الخروج من مكة فمنهم من هاجر إلى أرض الحبشة ومنهم من هاجر إلى المدينة ونسب الإخراج إلى الكفار لأن الكلام في معرض إلزامهم الذنب ووصفهم بالظلم * (إلا أن يقولوا ربنا الله) * قال ابن عطية هو استثناء منقطع لا يجوز فيه البدل عند سيبويه وقال الزمخشري أن يقولوا في محل الجر على الإبدال من حق * (ولولا دفع الله الناس) * الآية تقوية للإذن في القتال وإظهار للمصلحة التي فيه كأنه يقول لولا القتال والجهاد لاستولى الكفار على المسلمين وذهب الدين وقيل المعنى لولا دفع ظلم الظلمة بعدل الولاة والأول أليق بسياق الآية وقرئ دفاع بالألف مصدر دافع
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»