التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٤١
في الحج وتعظيمها بأن تختار سمانا عظاما غالية الأثمان وقيل مواضع الحج كعرفات ومنى والمزدلفة وتعظيمها إجلالها وتوقيرها والقصد إليها وقيل الشعائر أمور الدين على الإطلاق وتعظيمها القيام بها وإجلالها * (فإنها من تقوى القلوب) * الضمير عائد على الفعلة التي يتضمنها الكلام وهي مصدر يعظم وقال الزمخشري التقدير فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب فحذفت هذه المضافات * (لكم فيها منافع) * من قال إن شعائر الله هي الهدايا فالمنافع بها شرب لبنها وركوبها لمن اضطر إليها والأجل المسمى نحرها ومن قال إن شعائر الله مواضع الحج فالمنافع التجارة فيها أو الأجر والأجل المسمى الرجوع إلى مكة لطواف الإفاضة * (ثم محلها إلى البيت العتيق) * من قال إن شعائر الله الهدايا فمحلها موضع نحرها وهي منى ومكة وخص البيت بالذكر لأنه أشرف الحرم وهو المقصود بالهدي وثم على هذا القول ليست للترتيب في الزمان لأن محلها قبل نحرها وإنما هي لترتيب الجمل ومن قال إن الشعائر موضع الحج فمحلها مأخوذ من إحلال المحرم أي أخر ذلك كله الطواف بالبيت يعني طواف الإفاضة إذ به يحل المحرم من إحرامه ومن قال إن الشعائر أمور الدين على الإطلاق فذلك لا يستقيم مع قوله محلها إلى البيت * (ولكل أمة جعلنا منسكا) * أي لكل أمة مؤمنة والمنسك اسم مكان أي موضعها لعبادتهم ويحتمل أن يكون اسم مصدر بمعنى عبادة والمراد بذلك الذبائح لقوله ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام بخلاف ما يفعله الكفار من الذبح تقربا إلى الأصنام * (فإلهكم إله واحد) * في وجه اتصاله بما قبله وجهان أحدهما أنه لما ذكر الأمم المتقدمة خاطبها بقوله فإلهكم إله واحد أي هو الذي شرع المناسك لكم ولمن تقدم قبلكم والثاني أنه إشارة إلى الذبائح أي إلهكم إله واحد فلا تذبحوا تقربا لغيره * (المخبتين) * الخاشعين وقيل المتواضعين وقيل نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وكذلك قوله بعد ذلك وبشر المحسنين واللفظ فيهما أعم من ذلك * (وجلت) * خافت * (والبدن) * جمع بدنة وهو ما أشعر من الإبل واختلف هل يقال للبقرة بدنة وانتصابه بفعل مضمر * (من شعائر الله) * واحدها شعيرة ومن للتبعيض واستدل بذلك من قال إن شعائر الله المذكورة أو على العموم في أمور الدين * (لكم فيها خير) * قيل الخير هنا المنافع المذكورة قبل وقيل الثواب والصواب العموم في خير الدنيا والآخرة * (صواف) * معناه قائمات قد صففن أيديهن وأرجلهن وهي منصوبة على الحال من الضمير المجرور ووزنه فواعل وواحده صافة * (وجبت جنوبها) * أي سقطت إلى الأرض عند موتها يقال وجب
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»