التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠
بعضهم بتقديم الرجال في الآية على أن المشي إلى الحج أفضل من الركوب واستدل بعضهم بسقوط ذكر البحر بهذه الآية على أنه يسقط فرض الحج على من يحتاج إلى ركوب البحر * (يأتين) * صفة لكل ضامر لأنه في معنى الجمع * (من كل فج عميق) * أي طريق بعيد * (منافع لهم) * أي بالتجارة وقيل أعمال الحج وثوابه واللفظ أعم من ذلك * (ويذكروا اسم الله) * يعني التسمية عند ذبح البهائم ونحرها وفي الهدايا والضحايا وقيل يعني الذكر على الإطلاق وإنما قال اسم الله لأن الذكر باللسان إنما يذكر لفظ الأسماء * (في أيام معلومات) * هي عند مالك يوم النحر وثانيه وثالثه خاصة لأن هذه هي أيام الضحايا عنده ولم يجز ذبحها بالليل لقوله في أيام وقيل الأيام المعلومات عشر ذي الحجة ويوم النحر والثلاثة بعده وقيل عشر ذي الحجة خاصة وأما الأيام المعدودات فهي الثلاثة بعد يوم النحر فيوم النحر من المعلومات لا من المعدودات واليومان بعده من المعلومات والمعدودات ورابع النحر من المعدودات لا من المعلومات * (فكلوا منها) * ندب أو إباحة ويستحب أن يأكل الأقل من الضحايا ويتصدق بالأكثر * (البائس) * الذي أصابه البؤس وقيل هو المتكفف وقيل الذي يظهر عليه أثر الجوع * (ثم ليقضوا تفثهم) * التفث في اللغة الوسخ فالمعنى ليقضوا إزالة تفثهم بقص الأظفار والاستحداد وسائر خصال الفطرة والتنظف بعد أن يحلوا من الحج وقيل التفث أعمال الحج وقرئ بكسر اللام وإسكانها وهي لام الأمر وكذلك وليوفوا وليطوفوا * (وليطوفوا) * المراد هنا طواف الإفاضة عند جميع المفسرين وهو الطواف الواجب * (بالبيت العتيق) * أي القديم لأنه أول بيت وضع للناس وقيل العتيق الكريم كقولهم فرس عتيق وقيل أعتق من الجبابرة أي منع منهم وقيل العتيق هو الذي لم يملكه أحد قط * (ذلك) * هنا وفي الموضع الثاني مرفوع على تقدير الأمر ذلك كما يقدم الكاتب جملة من كتابه ثم يقول هذا وقد كان كذا وأجاز بعضهم الوقف على قوله ذلك في ثلاثة مواضع من هذه السورة وهي هذا وذلك ومن يعظم شعائر الله وذلك ومن يشرك بالله لأنها جملة مستقلة أو هو خبر ابتداء مضمر والأحسن وصلها بما بعدها عند شيخنا أبي جعفر بن الزبير لأن ما بعدها ليس كلاما أجنبيا ومثلها ذلك ومن عاقب وذلكم فذوقوه في الأنفال وهذا وإن للطاغين في ص * (حرمات الله) * جمع حرمة وهو ما لا يحل هتكه من جميع الشريعة فيحتمل أن يكون هنا على العموم أو يكون خاصا بما يتعلق بالحج لأن الآية فيه * (فهو خير له) * أي التعظيم للحرمات خير * (إلا ما يتلى عليكم) * يعني ما حرمه في غير هذا الموضع كالميتة * (الرجس من الأوثان) * من لبيان الجنس كأنه قال الرجس الذي هو الأوثان والمراد النهي عن عبادتها أو عن الذبح تقربا إليها كما كانت العرب تفعل * (قول الزور) * أي الكذب وقيل شهادة الزور * (فكأنما خر من السماء) * الآية تمثيل للمشرك بمن أهلك نفسه أشد الهلاك * (سحيق) * أي بعيد * (شعائر الله) * قيل هي الهدايا
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»