قلوبهم) المكذبون وقيل الذين في قلوبهم مرض عامة الكفار والقاسية قلوبهم أشد كفرا وعتوا كأبي جهل * (وإن الظالمين لفي شقاق بعيد) * يعني بالظالمين المذكورين قبل ولكنه جعل الظاهر موضع المضمر ليقضي عليهم بالظلم والشقاق العداوة ووصفه ببعيد لأنه في غاية الضلال والبعد عن الخير * (الذين أوتوا العلم) * قيل يعني الصحابة واللفظ أعم من ذلك * (أنه الحق) * الضمير عائد على القرآن وقال الزمخشري هو لتمكين الشيطان من الإلقاء * (فتخبت) * أي تخشع * (في مرية منه) * الضمير للقرآن أو للنبي صلى الله عليه وسلم أو للإلقاء * (يوم عقيم) * يعني يوم بدر ووصفه بالعقيم لأنه لا ليلة لهم بعده ولا يوم لأنهم يقتلون فيه وقيل هو يوم القيامة والساعة مقدماته ويقوي ذلك قوله الملك يومئذ لله ثم قسم الناس إلى قسمين أصحاب الجحيم وأصحاب النعيم * (قتلوا أو ماتوا) * روي أن قوما قالوا يا رسول الله قد علمنا ما أعطى الله لمن قتل من الخيرات فما لمن مات معك فنزلت الآية معلمة أن الله يرزق من قتل ومن مات معا ولا يقتضي ذلك المساواة بينهم لأن تفضيل الشهداء ثابت " رزقا حسنا " يحتمل أن يريد به الرزق في الجنة بعد يوم القيامة أو رزق الشهداء في البرزخ والأول أرجح لأنه يعم الشهداء والموتى * (مدخلا) * يعني الجنة * (ذلك) * تقديره هنا الأمر ذلك كما يقول الكاتب هذا وقد كان كذا إذا أراد أن يخرج إلى حديث آخر * (ومن عاقب بمثل ما عوقب به) * سمى الابتداء عقوبة باسم الجزاء عليها تجوزا كما تسمى العقوبة أيضا باسم الذنب ووعد بالنصر لمن بغى عليه * (إن الله لعفو غفور) * إن قيل ما مناسبة هذين الوصفين للمعاقبة فالجواب من وجهين أحدهما أن في ذكر هذين الوصفين إشعار بأن العفو أفضل من العقوبة فكأنه حض على العفو والثاني أن في ذكرهما إعلاما بعفو الله عن المعاقب حين عاقب ولم يأخذ بالعفو الذي هو أولى * (ذلك بأن الله يولج الليل) * أي ذلك النصر بسبب أن الله قادر ومن آيات قدرته أنه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ومعنى الإيلاج هنا أنه يدخل ظلمة هذا في مكان ضوء هذا ويدخل ضوء هذا مكان ظلمة هذا وقيل الإيلاج هو ما ينقص من أحدهما ويزيد في الآخر * (ذلك بأن الله هو الحق) * أي ذلك الوصف الذي وصف الله به هو
(٤٥)