بالنصب مفعول بفعل مضمر أي يعطون لؤلؤا أو معطوف على موضع من أساور إذ هو مفعول وبالخفض معطوف على أساور أو على ذهب * (الطيب من القول) * قيل هو لا إله إلا الله واللفظ أعم من ذلك * (صراط الحميد) * أي صراط الله فالحميد اسم الله ويحتمل أن يريد الصراط الحميد وأضاف الصفة إلى الموصوف كقولك مسجد الجامع * (إن الذين كفروا) * خبره محذوف يدل عليه قوله نذقه من عذاب أليم وقيل الخبر يصدون على زيادة الواو وهذا ضعيف وإنما قال يصدون بلفظ المضارع ليدل على الاستمرار على الفعل * (سواء) * بالرفع مبتدأ أو خبره مقدر والجملة في موضع المفعول الثاني لجعلنا وقرئ بالنصب على أنه المفعول الثاني والعاكف فاعل به * (العاكف فيه والباد) * العاكف المقيم في البلد والبادي القادم عليه من غيره والمعنى أن الناس سواء في المسجد الحرام لا يختص به أحد دون أحد وذلك إجماع وقال أبو حنيفة حكم سائر مكة في ذلك كالمسجد الحرام فيجوز للقادم أن ينزل منها حيث شاء وليس لأحد فيها ملك والمراد عنده بالمسجد الحرام جميع مكة وقال مالك وغيره ليست الدور في ذلك كالمسجد بل هي متملكة * (بإلحاد بظلم) * الإلحاد الميل عن الصواب والظلم هنا عام في المعاصي من الكفر إلى الصغائر لأن الذنوب في مكة أشد منها في غيرها وقيل هو استحلال الحرام ومفعول يرد محذوف تقديره من يرد أحدا أو من يرد شيئا وبإلحاد بظلم حالان مترادفان وقيل المفعول قوله بإلحاد على زيادة الباء " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت العامل في إذ مضمر تقديره اذكر وبوأنا أصله من باء بمعنى رجع ثم ضوعف ليتعدى واستعمل بمعنى أنزلنا في الموضع كقوله تبوئ المؤمنين إلا أن هذا المعنى يشكل هنا لقوله لإبراهيم لتعدي الفعل باللام وهو يتعدى بنفسه حتى قيل اللام زائدة وقيل معناه هيأنا وقيل جعلنا والبيت هنا الكعبة وروي أنه كان آدم يعبد الله فيه ثم درس بالطوفان فدل الله إبراهيم عليه السلام على مكانه وأمره ببنيانه " أن لا تشرك " أن مفسرة والخطاب لإبراهيم عليه السلام وإنما فسرت تبوئة البيت بالنهي عن الإشراك والأمر بالتطهير لأن التبوئة إنما قصدت لأجل العبادة التي تقتضي ذلك " طهرا بيتي " عام في التطهير من الكفر والمعاصي والأنجاس وغير ذلك " والقائمين " يعني المصلين " وأذن في الناس بالحج " خطاب لإبراهيم وقيل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والأول هو الصحيح روي أنه لما أمر بالأذان بالحج صعد على جبل أبي قبيس ونادى أيها الناس إن الله قد أمركم بحج هذا البيت فحجوا فسمعه كل من يحج إلى يوم القيامة وهم في أصلاب آبائهم وأجابه في ذلك الوقت كل شيء من جماد وغيره لبيك اللهم لبيك فجرت التلبية على ذلك " يأتوك رجالا " جمع راجل أي ماشيا على رجليه " وعلى كل ضامر " الضامر يراد به كل ما يركب من فرس وناقة وغير ذلك وإنما وصفه بالضمور لأنه لا يصل إلى البيت إلا بعد ضموره وقوله وعلى كل ضامر حال معطوف على حال كأنه قال رجالا وركبانا واستدل
(٣٩)