التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٦
المنافقين والمشركين ورحمة للمؤمنين سورة سبأ * (وله الحمد في الآخرة) * يحتمل أن يكون الحمد الأول في الدنيا والثاني في الآخرة وعلى هذا حمله الزمخشري ويحتمل عندي أن يكون الحمل الأول للعموم والاستغراق فجمع الحمد في الدنيا والآخرة ثم جرد منه الحمد في الآخرة كقوله فاكهة ونخل ورمان ثم إن الحمد في الآخرة يحتمل أن يريد به الجنس أو يريد به قوله وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين أو الحمد لله الذي صدقنا وعده * (ما يلج في الأرض) * أي يدخل فيها من المطر والأموات وغير ذلك * (وما يخرج منها) * من النبات وغيره * (وما ينزل من السماء) * من المطر والملائكة والرحمة والعذاب وغير ذلك * (وما يعرج فيها) * أي يصعد ويرتفع من الأعمال وغيرها * (وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة) * روي أن قائل هذه المقالة هو أبو سفيان بن حرب * (لا يعزب) * أي لا يغيب ولا يخفى * (ولا أصغر) * معطوف على مثقال وقال الزمخشري هو مبتدأ لأن حرف الاستثناء من حروف العطف ولا خلاف بين القراء السبعة في رفع أصغر وأكبر في هذا الموضع وقد حكى ابن عطية الخلاف فيه عن بعض القراء السبعة وإنما الخلاف في يونس * (في كتاب مبين) * يعني اللوح المحفوظ * (ليجزي) * متعلق بقوله لتأتينكم أو بقوله لا يعزب أو بمعنى قوله في كتاب مبين * (والذين سعوا) * مبتدأ وخبره الجملة بعده وقال ابن عطية هو معطوف على الذين الأول وقد ذكر في الحج معنى سعوا ومعاجزين * (أليم) * بالرفع صفة لعذاب وبالخفض صفة لرجز * (ويري) * معطوف على ليجزي أو مستأنف وهذا أظهر * (الذين أوتوا العلم) * هم الصحابة أو من أسلم من أهل الكتاب أو على العموم * (الحق) * مفعول ثان ليرى لأن الرؤيا هنا بالقلب بمعنى العلم والضمير ضمير فصل * (وقال الذين كفروا) * أي قال بعضهم لبعض هل ندلكم على رجل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»