* (أشحة عليكم) * أشحة جمع شحيح بوزن فعيل معناه يشحون بأنفسهم فلا يقاتلون وقيل يشحون بأموالهم وقيل معناه أشحة عليكم وقت الحرب أي يشفقون أن يقتلوا ونصب أشحة على الحال من القائلين أو على المعوقين أو من الضمير في يأتون أو نصب على الذم * (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك) * أي إذا اشتد الخوف من الأعداء نظر إليك هؤلاء في تلك الحالة ولاذوا بك من شدة خوفهم * (تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت) * عبارة عن شدة خوفهم * (فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد) * السلق بالألسنة عبارة عن الكلام بكلام مستكره ومعنى حداد فصحاء قادرين على الكلام وإذا نصركم الله فزال الخوف رجع المنافقون إلى إذايتكم بالسب وتنقيص الشريعة وقيل إذا غنمتم طلبوا من الغنائم * (أشحة على الخير) * أي يشحون بفعل الخير وقيل يشحون بالمغانم وانتصابه هنا على الحال من الفاعل في سلقوكم * (لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم) * ليس المعنى أنها حبطت بعد ثبوتها وإنما المعنى أنها لم تقبل لأن الإيمان شرط في قبول الأعمال وقيل إنهم نافقوا بعد أن آمنوا فالإحباط على هذا حقيقة * (يحسبون الأحزاب لم يذهبوا) * الأحزاب هنا هم كفار قريش ومن معهم فالمعنى أن المنافقين من شدة جزعهم يظنون أن الأحزاب لم ينصرفوا عن المدينة وهم قد انصرفوا * (وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون في الأعراب) * معنى يودوا يتمنوا وبادون خارجون في البادية والأعراب هم أهل البوادي من العرب فمعنى الآية أنه إن أتى الأحزاب إلى المدينة مرة أخرى تمنى هؤلاء المنافقون من شدة جزعهم أن يكونوا في البادية مع الأعراب وأن لا يكونوا في المدينة بل غائبين عنها يسألون من ورد عليهم عن أنبائكم * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * أي قدوة تقتدون به صلى الله عليه وسلم في اليقين والصبر وسائر الفضائل وقرئ أسوة بضم الهمزة والمعنى واحد * (هذا ما وعدنا الله ورسوله) * قيل إن هذا الوعد ما أعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر بحفر الخندق من أن الكفار ينزلون وأنهم ينصرفون خائبين وقيل إنه قول الله تعالى * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء) * الآية فعلموا أنهم يبتلون ثم ينصرون * (فمنهم من قضى نحبه) * يعني قتل شهيدا قال أنس بن مالك يعني عمى أنس بن النضر وقيل يعني حمزة بن عبد المطلب وقضاء النحب عبارة عن الموت عند ابن عباس وغيره وقيل قضى نحبه وفي العهد الذي عاهد الله عليه ويدل على هذا ما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طلحة ممن قضى نحبه وهو لم يقتل حينئذ * (ومنهم من ينتظر) * المفعول
(١٣٥)