التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٣
يستحيي من إخراجكم بدليل قوله والله لا يستحيي من الحق أي إن إخراجكم حق لا يتركه الله * (إذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * المتاع الحاجة من الأثاث وغيره وهذه الآية نزلت في احتجاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسببها ما رواه أنس من قعود القوم يوم الوليمة في بيت زينب وقيل سببها أن عمر بن الخطاب أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يحجب نساءه فنزلت الآية موافقة لقول عمر قال بعضهم لما نزلت في أمهات المؤمنين * (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * كن لا يجوز للنساء كلامهن إلا من وراء حجاب ولا يجوز أن يراهن متنقبات ولا غير متنقبات فخصصن بذلك دون سائر النساء * (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) * يريد أنقى من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النساء والنساء في أمر الرجال " ولا تنكحوا أزواجه " سببها أن بعض الناس قالوا لو مات رسول الله صلى الله عليه وسلم لتزوجت عائشة فحرم الله على الناس تزوج نسائه بعده كرامة له صلى الله عليه وسلم * (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن) * الآية لما أوجب الله الحجاب أباح لهن الظهور لذوي محارمهن من القرابة وهم الآباء والأبناء والإخوة وأولادهم وأولاد الأخوات * (ولا نسائهن) * قيل يريد بالنساء القرابة والمصرفات لهن وقيل يريد نساء جميع المؤمنات ويقوي الأول تخصيص النساء بالإضافة لهن ويقوي الثاني أنهن كن لا يحتجبن من النساء على الإطلاق " وما ملكت أيمانهن " واختلف فيمن أبيح لهن الظهور له من ملك اليمين فقيل الإماء دون العبيد وقيل الإماء والعبيد وهو أولى بلفظ الآية ثم اختلف من ذهب إلى هذا فقال قوم من ملكنه من العبيد دون من ملكه غيرهن وهذا هو الظاهر من لفظ الآية وقال قوم جميع العبيد كن في ملكهن أو في ملك غيرهن * (إن الله وملائكته يصلون على النبي) * هذه الآية تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا معنى صلاة الله وصلاة الملائكة في قوله يصلي عليكم وملائكته * (صلوا عليه وسلموا تسليما) * الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض إسلامي فالأمر به محمول على الوجوب وأقله مرة في العمر وأما حكمها في الصلاة فمذهب الشافعي أنها فرض تبطل الصلاة بتركه ومذهب مالك أنها سنة وصفتها ما ورد في الحديث الصحيح اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وقد اختلفت الروايات في ذلك اختلافا كثيرا أما السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أن يريد السلام عليه في التشهد في الصلاة أو السلام عليه حين لقائه وأما السلام عليه بعد موته فقد قال صلى الله عليه وسلم من سلم علي قريبا سمعته ومن سلم علي بعيدا أبلغته فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء * (إن الذين يؤذون الله ورسوله) * إذاية الله هي
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»