التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٠
على أنواع كثيرة من التهليل والتسبيح والحمد والتكبير وذكر أسماء الله تعالى * (وسبحوه بكرة وأصيلا) * قيل إن ذلك إشارة إلى صلاة الصبح والعصر والأظهر أنه أمر بالتسبيح في أول النهار وآخره وقال ابن عطية أراد في كل الأوقات فحد النهار بطرفيه * (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم) * هذا خطاب للمؤمنين وصلاة الله عليهم رحمة لهم وصلاة الملائكة عليهم دعاؤهم لهم فاستعمل لفظ يصلي في المعنيين على اختلافهما وقيل إنه على حذف مضاف تقديره وملائكته يصلون * (تحيتهم يوم يلقونه سلام) * قيل يعني يوم القيامة وقيل في الجنة وهو الأرجح لقوله وتحيتهم فيها سلام ويحتمل أن يريد تسليم بعضهم على بعض أو قول الملائكة لهم سلام عليكم طبتم * (إنا أرسلناك شاهدا) * أي يشهد على أمته * (وداعيا إلى الله بإذنه) * أي بأمر الله وإرساله * (وسراجا منيرا) * استعارة للنور الذي يتضمنه الدين * (ودع أذاهم) * يحتمل وجهين أحدهما لا تؤذهم فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول ونسخ من الآية على هذا التأويل ما يخص الكافرين بآية السيف والآخر احتمل إذايتهم لك وأعرض عن أقوالهم فالمصدر على هذا مضاف للفاعل * (إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن) * الآية معناه سقوط العدة عن المطلقة قبل الدخول فالنكاح في الآية هو العقد والمس هو الجماع وتعتدونها من العدد * (فمتعوهن) * هذا يقتضي متعة المطلقة قبل الدخول سواء فرض لها أو لم يفرض لها صداق وقوله تعالى في البقرة * (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم) * يقتضي أن المطلقة قبل الدخول وقد فرض لها يجب لها نصف الصداق ولا متعة لها وقد اختلف هل هذه الآية ناسخة لآية البقرة أو منسوخة بها ويمكن الجمع بينهما بأن تكون آية البقرة مبينة لهذه مخصصة لعمومها * (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن) * في معناه قولان أحدهما أن المراد أزواجه اللاتي في عصمته حينئذ كعائشة وغيرها وكان قد أعطاهن مهورهن والآخر أن المراد جميع النساء فأباح الله له أن يتزوج كل امرأة يعطى مهرها وهذا أوسع من الأول * (وما ملكت يمينك) * أباح الله له مع الأزواج السراري بملك اليمين ويعني بقوله أفاء الله عليك الغنائم * (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك) * يعني قرابته
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»